2-(مقتل عمر)
مولى المغيرة لا جادتك غادية *** من رحمة الله ما جادت غواديها (1)
مزقت منه أديما حشوه همم *** في ذمة الله عاليها وماضيها (2)
طعنت خاصرة الفاروق منتقما *** من الحنيفة في أعلى مجاليها
فأصبحت دولة الإسلام حائرة *** تشكو الوجيعة لما مات آسيها (3)
مضى وخلـّفها كالطود راسخة *** وزان بالعدل والتقوى مغانيها (4)
تنبو المعاول عنها وهي قائمة *** والهادمون كثير في نواحيها (5)
حتى إذا ما تولاها مهدمها *** صاح الزوال بها فاندك عاليها
واها على دولة بالأمس قد ملأت *** جوانب الشرق رغدا في أياديها
كم ظللتها وحاطتها بأجنحة *** عن أعين الدهر قد كانت تواريها
من العناية قد ريشت قوادمها *** ومن صميم التقى ريشت خوافيها (6)
والله ما غالها قدما وكاد لها *** واجتـث دوحتها إلا مواليـها (7)
لو أنها في صميم العرب ما بقيت *** لما نعاها على الأيام ناعيها
يا ليتهم سمعوا ما قاله عمـر *** والروح قد بلغت منه تراقيـها
لا تكثروا من مواليكم فإن لهم *** مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها
.............................
(1) مولى المغيرة: هو أبو لؤلؤة مولى المغيرة بن شعبة وهو فارسي الأصل، وكان قد شكا إلى عمر ارتفاع الخراج الذي ضربه عليه مولاه المغيرة، ورجاه في تخفيفه، فلم يجبه إلى ما طلبه، فأسرها في نفسه، وتحين الفرص حتى طعنه بخنجر وهو قائم يصلي. ويقال إن قتل عمر لم يكن نتيجة حقد ابي لؤلؤة عليه، ولكنه كان نتيجة مؤامرة سياسية كان أكبر العاملين فيها الهرمزان الفارسي، واختير أبو لؤلؤة لتنفيذ هذا الغرض & الغادية: السحابة & جادتك: أمطرتك؛ يدعو عليه بانقطاع الخير والرحمة
(2) الأديم: الجلد
(3) الآسي: الطبيب
(4) المغاني: المنازل
(5) تنبو: تكل وترتد
(6) القوادم: عشر ريشات في مقدم الجناح وهي كبار الريش & الخوافي: صغار الريش وهي تحت القوادم
(7) الدوحة: الشجرة العظيمة المتسعة الظل & ويريد بالموالي غير العرب. يشير في هذا البيت إلى نكبة الدول الإسلامية على أيديهم
مولى المغيرة لا جادتك غادية *** من رحمة الله ما جادت غواديها (1)
مزقت منه أديما حشوه همم *** في ذمة الله عاليها وماضيها (2)
طعنت خاصرة الفاروق منتقما *** من الحنيفة في أعلى مجاليها
فأصبحت دولة الإسلام حائرة *** تشكو الوجيعة لما مات آسيها (3)
مضى وخلـّفها كالطود راسخة *** وزان بالعدل والتقوى مغانيها (4)
تنبو المعاول عنها وهي قائمة *** والهادمون كثير في نواحيها (5)
حتى إذا ما تولاها مهدمها *** صاح الزوال بها فاندك عاليها
واها على دولة بالأمس قد ملأت *** جوانب الشرق رغدا في أياديها
كم ظللتها وحاطتها بأجنحة *** عن أعين الدهر قد كانت تواريها
من العناية قد ريشت قوادمها *** ومن صميم التقى ريشت خوافيها (6)
والله ما غالها قدما وكاد لها *** واجتـث دوحتها إلا مواليـها (7)
لو أنها في صميم العرب ما بقيت *** لما نعاها على الأيام ناعيها
يا ليتهم سمعوا ما قاله عمـر *** والروح قد بلغت منه تراقيـها
لا تكثروا من مواليكم فإن لهم *** مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها
.............................
(1) مولى المغيرة: هو أبو لؤلؤة مولى المغيرة بن شعبة وهو فارسي الأصل، وكان قد شكا إلى عمر ارتفاع الخراج الذي ضربه عليه مولاه المغيرة، ورجاه في تخفيفه، فلم يجبه إلى ما طلبه، فأسرها في نفسه، وتحين الفرص حتى طعنه بخنجر وهو قائم يصلي. ويقال إن قتل عمر لم يكن نتيجة حقد ابي لؤلؤة عليه، ولكنه كان نتيجة مؤامرة سياسية كان أكبر العاملين فيها الهرمزان الفارسي، واختير أبو لؤلؤة لتنفيذ هذا الغرض & الغادية: السحابة & جادتك: أمطرتك؛ يدعو عليه بانقطاع الخير والرحمة
(2) الأديم: الجلد
(3) الآسي: الطبيب
(4) المغاني: المنازل
(5) تنبو: تكل وترتد
(6) القوادم: عشر ريشات في مقدم الجناح وهي كبار الريش & الخوافي: صغار الريش وهي تحت القوادم
(7) الدوحة: الشجرة العظيمة المتسعة الظل & ويريد بالموالي غير العرب. يشير في هذا البيت إلى نكبة الدول الإسلامية على أيديهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك معنا برايك تعليققك يهمنا و رايك يهمنا