الخميس، 21 نوفمبر 2013

شرح معلقة طرفه ابن العبد : 7

 شرح معلقة طرفه ابن العبد : 7


الاعتيام : الاختيار ، العقائل : كرائم المال والنساء ، الواحدة عقيلة ، الفاحش :

البخيل يقول : أرى الموت يختار الكرام بالإفناء ، ويصطفي كريمة مال البخيل

المتشدد بالابقاء ، وقيل : بل معناه أن الموت يعم الأجواد والبخلاء فيصطفي

الكرام وكرائم اموال البخلاء ؛ يريد أنه لا تخلص منه لواحد من الصنفين ،

فلا يجدي البخل على صاحبه بخير فالجود أحرى لأنه أحمد ..

شبه البقاء بكنز ينقص كل ليلة ، وما لا يزال ينقص فان مآله إلى النفاد ،

فقال : وما تنقصه الأيام والدهر ينفد لا محالة . فكذلك العيش صائر إلى

النفاد والنفود الفناء ، والفعل نفد ينفد ، والانفاد الافناء ..

العمر والعمر بمعنى ولا يستعمل في القسم إلا بفتح العين قوله :

ما أخطأ الفتى ، فما مع الفعل هنا بمنزلة مصدر حل محل الزمان ، نحو

قولهم : آتيك خفوق النجم ومقدم الحاج أي وقت خفوق النجم ووقت مقدم

الحاج ، الطول : الحب الذي يطول للدابة فترعى فيه ، الارخاء : الارسال ،

الثني : الطرف ، والجمع الأثناء يقول : أقسم بحياتك أن الموت في مدة

إخطائه الفتى ، أي مجاوزته إياه ، بمنزلة حبل طول للدابة ترعى فيه وطرفاه

بيد صاحبه ، يريد أنه لا يتخلص منه كما أن الدابة لا تفلت ما دام صاحبها آخذا

بطرفي طولها . ولما جعل الموت قاد الفتى لهلاكه ومن كان في حبل الموت

انقاد لقوده..

النأي والبعد واحد فجمع بينهما للتأكيد وإثبات القافية ، كقول الشاعر : وهند

أتى من دونها النأي والبعد يقول : فما لى أراني وابن عمي متي تقربت منه

تباعد عني ؟ يستغرب هجرانه إياه مع تقربه هو منه ..

يلومني مالك وما أدري ما السبب الداعي الى لومه إياي كما لامني هذا الرجل

في القبيلة ، يريد أن لومه إياه ظلم صراح كما كان لوم إياه كذلك..

الرمس : القبر وأصله الدفن ، ألحدت الرجل : جعلت له لحدا يقول : فنطني مالك

من كل خير رجوته منه حتى كأنا وضعنا ذلك الطلب إلى قبر رجل مدفون في

اللحد ، يريد أنه أيأسه من كل خير طلبه كما أن الميت لا يرجى خيره..

النشدان : طلب المفقود ، الاغفال : الترك ، الحمولة : الابل التي تطيق أن

يحمل عليها ، معبد : أخوه ، يقول : يلومني على غير الشيء قلته وجناية

جنيتها ولكنني طلبت ابل أخي ولم أتركها فنقم ذلك مني وجعل يلومني ،

وقوله : غير انيي ، استثناء منقطع تقديره ولكنني ..

القربى : جمع قربة ، وقيل هو اسم من القرب والقرابة ، وهو أصح القولين

النكيثة : المبالغة في الجهد وأقصى الطاقة ، يقال : بلغت نكيثة البعير أقصى

ما يطيق من السير يقول: وقربت نفسي بالقرابة التى ضمن حبلها ونظمنا خيطها

، وأقسم بحظك وبخطتك أنه متى حدث له أمر يبلغ فيه غاية الطاقة ويبذل فيه

المجهود أحضره وأنصره ..

الجلى : تأنيث الاجل ، وهي الخطة العظيمة ، والجلاء بفتح الجيم والمد لغة فيها ،

الحماة : جمع الحامي من الحماية يقول : وان دعوتني للامر العظيم والخطب

الجسيم أكن من الذين يحمون حريمك ، وان يأت الاعداء لقتالك أجهد في دفعهم

عنك غاية الجهد ، والباء في قوله بالجهد زائدة ..

القذع : الفحش ، العرض : موضع المدح والذم من الانسان ، قاله ابن دريد ،

وقد يفسر بالحسب ، والعرض النفس ، ومنه قول حسان : فأن ابي ووالده

وعرضي لعرض محمد منكم وقاء أي نفسي فداء ، والعرض : العرق وموضع

العرق ، والجمع الاعراض في جميع الوجوه ، التهدد والتهديد : واحد ، القذف :

السب يقول : وان أساء الاعداء القول فيك وأفحشوا الكلام أوردتهم حياض

الموت قبل أن أهددهم ، يريد أنه يبيدهم قبل تهديدهم أي لا يشتغل بتهديدهم

بإهلاكهم ، ومن روى بشرب فهو النصيب من الماء ، والشرب ، بضم الشين

مصدر شرب ، يريد أسقهم شرب حياض الموت ، فالباء زائدة والمصدر بمعنى

المفعول والاضافة بتقدير من ..

يقول : أجفى وأهجر وأضام من غير حدث اساءة أحدثته ، ثم أهجى وأشكى

وأطردكما يهجى من احدث اساءة وجر جريرة وجنى جناية ويشكى ويطرد ،

والشكاية والشكوى والشكية والشكاة واحد والمطرد بمعنى الاطراد ، وأطردته

صيرته طريدا ..

يقول فلو كان ابن عمي غير مالك لفرج كربي ولأمهلني زمانا اذا ملأ صدره ،

والكربة اسم منه ، والجمع كرب ، الإنظار : الإمهال والنظرة اسم بمعنى الإنظار..

خنقت الرجل خنقا : عصرت حلقه ، التسآل : السؤال يقول : ولكن ابن عمي رجل

يضيق الامر علي حتى كأنه يأخذ علي متنفسي على حال شكري اياه وسؤالي

عوارفه وعفوه أو كنت في حال افتدائي نفسي منه . يقول هو لا يزال يضيق

الامر علي سواء شكرته على آلائه او سألته بره وعطفه او طلبت تخليص

نفسي منه ..

-----------------------------------------------------------------------
الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك معنا برايك تعليققك يهمنا و رايك يهمنا