شرح معلقة طرفه ابن العبد : 8
مضني الأمر وأمضني : بلغ من قلبي وأثر في نفسي تهييج الحزن والغضب
يقول : ظلم الأقارب أشد تأثيرا في تهييج نار الحزن والغضب من وقع السيف
القاطع المحدد أو المطبوع بالهند ، الحسام : فعال من الحسم وهو القطع ..
ضرغد : الجبل يقول : خل بيني وبين خلقي وكلني الى سجيتي فإني شاكر
لك وان بعدت غاية البعد حتى ينزل بيتي عند هذا الجبل الذي سمي بضرغد ،
وبينهم وبين ضرغد مسافة بعيدة وشقة شاقة وبينونة بليغة ..
هذان سيدان من سادات العرب مذكوران بوفور المال ونجابة الأولاد ، وشرف
النسب وعظم الحسب يقول : لو شاء الله بلغني منزلتهما وقدرهما ..
يقول : فصرت حينئذ صاحب مال كثير وزارني بنون موصوفون بالكرم والسؤدد
لرجل مسود يعني به نفسه ، والتسويد مصدر سودته فساد يقول : لو بلغني
الله منزلتهما لصرت وافر المال ، كريم العقب ، وهو الولد ..
الضرب : الرجل الخفيف اللحم يقول: أنا الضرب الذي عرفتموه ، والعرب تتمدح
بخفة اللحم لأن كثرته داعية إلى الكسل والثقل وهما يمنعان من الاسراع في
دفع الملمات وكشف المهمات ، ثم قال : وانا دخال في الأمور بخفة وسرعة
. شبه الشاعر تيقظة وذكاءه ذهنه بسرعة حركة رأس الحية وشدة توقده..
لا ينفك : لايزال ، وما انفك مازال ، البطانة: نقيض الظهارة ، العضب السيف
القاطع ، شفرتا السيف : حداه ، والجمع الشفرات والشفار يقول : ولقد حلفت
أن لايزال كشحي لسيف قاطع رقيق الحدين طبعته الهند بمنزلة البطانة للظهارة ..
الانتصار : الانتقام ، المعضد : سيف يقطع به الشجر ، العضد قطع الشجر والفعل
عضد يعضد يقول : لايزال كشحي بطانة لسيف قاطع اذا ما قمت منتقما به من
الأعداء كفت الضربة الأولى به الضربة الثانية فيغني البدء عن العود ، وليس سيفا
يقطع به الشجر ، نفى ذلك لأنه من أردا السيوف ..
أخي يقة : يوثق به ، أي صاحب ثقة ، الثني : الصرف ، والفعل ثنى ينثني والانثناء
الانصراف ، الضريبة ما يضرب بالسيف ، والرمية : ما يرمى بالسهم ، الجمع
الضرائب والرمايا ، مهلا : أي كف ، قدي وقدني : أي حسبي ، وقد جمعهما
الراجز في قوله : قدني من نصر الحبيبين قدي يقول : هذا السيف سيف يوثق
بمضائه كالأخ الذي يوثق بإخائه لا ينصرف عن ضريبة أي لا ينبو عما ضرب به ،
إذا قيل لصاحبه كف عن ضرب عدوك قال مانع السيف وهو صاحبه : حسبي
فإني قد بلغت ما أردت من قتل عدوي ، يريد أنه ماض لا ينبو عن الضرائب
فاذا ضرب به صاحبه أغنته الضربة الأولى عن غيرها ..
ابتدر القوم السلاح: استبقوه ، المنيع : الذي لايقهر ولا يغلب ، بل بالشيء يبل
به بلا إذا ظفر به . يقول : إذا استبق القوم اسلحتهم وجدتني منيعا لا أقهر
ولا أغلب اذا ظفرت يدي بقائم هذا السيف..
البرك : الإبل الكثيرة الباركة ، الهجود : جمع هاجد وهو النائم ، رقد هجد يهجد
هجودا ، مخافتي : مصدر مضاف إلى المفعول ، بواديها : أوائلها وسوابقها
يقول : ورب إبل كثيرة باركة قد أثارتها عن مباركها مخافتها إياي في حال
مشيي مع سيف قاطع مسلول من غمده ، يريد أنه أراد أن ينحر بعيرا منها
فنفرت منه لتعودها ذلك منه..
الكهاة والجلالة : الناقة الضخمة السمينة ، الخيف : جلد الضرع وجمعه أخياف ،
العقيلة : كريمة المال والنساء ، والجمع العقائل ، الوبيل : العصا الضخمة ،
اليلندد والألندد والألد : الشديد الخصومة ، وقد لد الرجل يلد لددا صار شديد
الخصومة ، وقد لددته ألده لدا غلبته بالخصومة يقول : فمرت بي في حال إثارة
مخافتي إياها ناقة ضخمة لها جلد الضرع ، وهي كريمة مال شيخ قد يبس جلده
ونحل جسمه من الكبر حتى صار كالعصا الضخمة يبسا ونحولا وهو شديد
الخصومة ، قيل : أراد به أباه ، يريد أنه نحر كرائم مال أبيه لندمائه ، قيل :
بل أراد غيره ممن يغير هو على ماله ، والقول الأول أحراهما بالصواب..
تر : أي سقط ، المؤيد : الداهية العظيمة الشديدة يقول : قال هذا الشيخ في
حال عقري هذه الناقة الكريمة وسقوط وظيفها وساقها عند ضريبي إياها
بالسيف : ألم تر أنك أتيت بداهية شديدة بعقرك مثل هذه الناقة الكريمة النجيبة..
يقول : قال هذا الشيخ للحاضرين : أي شيء ترون أن يفعل لشارب خمر اشتد
بغيه علينا عن تعمد وقصد ؟ يريد أنه استشار أصحابه في شأني وقال : لماذا
نحتال في دفع هذا الشارب الذي يشرب الخمر ويبغي علينا بعقر كرائم أموالنا
ونحرها متعمدا قاصدا ؟ والباء في قوله بشارب صلة محذوف تقديره أن يفعل
ونحوه ..
-----------------------------------------------------------------------
الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك معنا برايك تعليققك يهمنا و رايك يهمنا