الخميس، 21 نوفمبر 2013

شرح معلقة طرفه ابن العبد : 8


  شرح معلقة طرفه ابن العبد : 8



مضني الأمر وأمضني : بلغ من قلبي وأثر في نفسي تهييج الحزن والغضب

يقول : ظلم الأقارب أشد تأثيرا في تهييج نار الحزن والغضب من وقع السيف

القاطع المحدد أو المطبوع بالهند ، الحسام : فعال من الحسم وهو القطع ..

ضرغد : الجبل يقول : خل بيني وبين خلقي وكلني الى سجيتي فإني شاكر

لك وان بعدت غاية البعد حتى ينزل بيتي عند هذا الجبل الذي سمي بضرغد ،

وبينهم وبين ضرغد مسافة بعيدة وشقة شاقة وبينونة بليغة ..

هذان سيدان من سادات العرب مذكوران بوفور المال ونجابة الأولاد ، وشرف

النسب وعظم الحسب يقول : لو شاء الله بلغني منزلتهما وقدرهما ..

يقول : فصرت حينئذ صاحب مال كثير وزارني بنون موصوفون بالكرم والسؤدد

لرجل مسود يعني به نفسه ، والتسويد مصدر سودته فساد يقول : لو بلغني

الله منزلتهما لصرت وافر المال ، كريم العقب ، وهو الولد ..

الضرب : الرجل الخفيف اللحم يقول: أنا الضرب الذي عرفتموه ، والعرب تتمدح

بخفة اللحم لأن كثرته داعية إلى الكسل والثقل وهما يمنعان من الاسراع في

دفع الملمات وكشف المهمات ، ثم قال : وانا دخال في الأمور بخفة وسرعة

. شبه الشاعر تيقظة وذكاءه ذهنه بسرعة حركة رأس الحية وشدة توقده..

لا ينفك : لايزال ، وما انفك مازال ، البطانة: نقيض الظهارة ، العضب السيف

القاطع ، شفرتا السيف : حداه ، والجمع الشفرات والشفار يقول : ولقد حلفت

أن لايزال كشحي لسيف قاطع رقيق الحدين طبعته الهند بمنزلة البطانة للظهارة ..

الانتصار : الانتقام ، المعضد : سيف يقطع به الشجر ، العضد قطع الشجر والفعل

عضد يعضد يقول : لايزال كشحي بطانة لسيف قاطع اذا ما قمت منتقما به من

الأعداء كفت الضربة الأولى به الضربة الثانية فيغني البدء عن العود ، وليس سيفا

يقطع به الشجر ، نفى ذلك لأنه من أردا السيوف ..

أخي يقة : يوثق به ، أي صاحب ثقة ، الثني : الصرف ، والفعل ثنى ينثني والانثناء

الانصراف ، الضريبة ما يضرب بالسيف ، والرمية : ما يرمى بالسهم ، الجمع

الضرائب والرمايا ، مهلا : أي كف ، قدي وقدني : أي حسبي ، وقد جمعهما

الراجز في قوله : قدني من نصر الحبيبين قدي يقول : هذا السيف سيف يوثق

بمضائه كالأخ الذي يوثق بإخائه لا ينصرف عن ضريبة أي لا ينبو عما ضرب به ،

إذا قيل لصاحبه كف عن ضرب عدوك قال مانع السيف وهو صاحبه : حسبي

فإني قد بلغت ما أردت من قتل عدوي ، يريد أنه ماض لا ينبو عن الضرائب

فاذا ضرب به صاحبه أغنته الضربة الأولى عن غيرها ..

ابتدر القوم السلاح: استبقوه ، المنيع : الذي لايقهر ولا يغلب ، بل بالشيء يبل

به بلا إذا ظفر به . يقول : إذا استبق القوم اسلحتهم وجدتني منيعا لا أقهر

ولا أغلب اذا ظفرت يدي بقائم هذا السيف..

البرك : الإبل الكثيرة الباركة ، الهجود : جمع هاجد وهو النائم ، رقد هجد يهجد

هجودا ، مخافتي : مصدر مضاف إلى المفعول ، بواديها : أوائلها وسوابقها

يقول : ورب إبل كثيرة باركة قد أثارتها عن مباركها مخافتها إياي في حال

مشيي مع سيف قاطع مسلول من غمده ، يريد أنه أراد أن ينحر بعيرا منها

فنفرت منه لتعودها ذلك منه..

الكهاة والجلالة : الناقة الضخمة السمينة ، الخيف : جلد الضرع وجمعه أخياف ،

العقيلة : كريمة المال والنساء ، والجمع العقائل ، الوبيل : العصا الضخمة ،

اليلندد والألندد والألد : الشديد الخصومة ، وقد لد الرجل يلد لددا صار شديد

الخصومة ، وقد لددته ألده لدا غلبته بالخصومة يقول : فمرت بي في حال إثارة

مخافتي إياها ناقة ضخمة لها جلد الضرع ، وهي كريمة مال شيخ قد يبس جلده

ونحل جسمه من الكبر حتى صار كالعصا الضخمة يبسا ونحولا وهو شديد

الخصومة ، قيل : أراد به أباه ، يريد أنه نحر كرائم مال أبيه لندمائه ، قيل :

بل أراد غيره ممن يغير هو على ماله ، والقول الأول أحراهما بالصواب..

تر : أي سقط ، المؤيد : الداهية العظيمة الشديدة يقول : قال هذا الشيخ في

حال عقري هذه الناقة الكريمة وسقوط وظيفها وساقها عند ضريبي إياها

بالسيف : ألم تر أنك أتيت بداهية شديدة بعقرك مثل هذه الناقة الكريمة النجيبة..

يقول : قال هذا الشيخ للحاضرين : أي شيء ترون أن يفعل لشارب خمر اشتد

بغيه علينا عن تعمد وقصد ؟ يريد أنه استشار أصحابه في شأني وقال : لماذا

نحتال في دفع هذا الشارب الذي يشرب الخمر ويبغي علينا بعقر كرائم أموالنا

ونحرها متعمدا قاصدا ؟ والباء في قوله بشارب صلة محذوف تقديره أن يفعل

ونحوه ..


-----------------------------------------------------------------------

الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك معنا برايك تعليققك يهمنا و رايك يهمنا