الأربعاء، 2 مايو 2012

الحصن الواقي الشيخ عبدالله السدحان




الحصن الواقي
الشيخ عبدالله السدحان
الـمـقـدمـة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

فقد طلب مني بعض الأخوان وضع مؤلف في الأذكار ليس بالطويل الممل، ولا بالمختصر المخل، ولقد صنف بعل العلماء رحمهم الله في الأذكار كتباً كثيرة مطولة بالأسانيد والتكرار فضعفت همم المحتاجين عن قراءتها.

ولقد روى البخاري رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال ( إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ) البخاري7288، ومسلم1337،. وسئل الشيخ الأمام أبوعمرو بن صلاح رحمه الله عن القدر الذي يصير به المسلم من الذاكرين لله كثيرا ومن الذاكرات فقال ( إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحاً ومساءً في الأوقات والأحوال المختلفة ليلاً ونهاراً كان من الذاكرين لله كثيراً والذاكرات ) وعن عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام كثرت على فأخبرني بشيء أتشبت به: قال ( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله )صحيح الترمذي3/139، ولا شك أن قليل الذكر الدائم خير من الكثير الذي لا يدوم، قال صلى الله عليه وسلم ( خير الأعمال أدومها وإن قل )البخاري6465.

وقد جمعت في هذا الكتيب المختصر ورداً يومياً مقتصراً فيه على الأحاديث الصحيحة وآثارها من المجرب النافع، والله ( أقسم بها غير حانث ) أن من عمل بها وواظب عليها " لا يفهم الاقتصار على هذه الأذكار وترك ما سواها، ولكن المراد جعلها أصلا، والتوسع حسن"  أمن على نفسه وأهله " ولتكون الحامية وكافية وواقية بإذن الله لا بد أن يكون التحصين من الزوجين كليهما، وأعرف امرأة أصيبت وكادت تتلف لتفريطها بزعمها أن تحصين زوجها تحصين لها وبه كفاية، وهذا خطأ جسيم فلينتبه لهذا" وولده وماله من مكائد الشيطان وآفات الزمان وكفاه الله ووقاه.

والله أسأل الإعانة وتيسير ما قصدته من هذا الكتيب بجعله أصلا معتمداً لمن أراد التحصين. وصلى الله على نبينا محمد. المؤلف: الدكتور عبدالله بن محمد السدحان.

ــــــــــــــــــــ

1) قـول: بسـم الله
قبل البدء في أي أمر ذي بال ( مهم ) من آثارها المجربة النافعة:
1) الحفظ من الشيطان أن يأكــل أو يبيت معه:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركــتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركــتم المبيت والعشاء ) رواه مسلم. 2018
2) إتـمام البركـة في الأمــر:  روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه ( كــل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله " وفي رواية بذكر الله" فهو أقطع "وفي رواية فهو أبتر" ) أي ناقص البركـة، وصححه جماعة كــابن الصلاح والنووي في الأذكــار، وقال الشيخ ابن باز: هو حسن بشواهده.
3)  الحفظ من الشيطان والتستر عن حتى لا يضره : وقال صلى الله عليه وسلم ( ستر ما بين أعيـن الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله) رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي496.
أثـر التجربـة:
لما نزل خالد بن الوليد رضي الله عنه الحيرة قالوا له: أحذر السم لا تسقيكه الأعاجم فقال: ائتوني به، فأخذه بيده وقال: بسم الله وشربه فلم يضره شيئاً. أخرجه البيهقي وأبو نعيم والطبراني وابن سعد بإسناد صحيح. انظر تهذيب التهذيب لابن حجر125/3.
فائـدة مهمـة:
وهذا دليل فضل الـتسمية وبركـتها، وأنه ينبغي للمسلم تعويد لسانه عليها في كـل أمر وعلى أي حال ليبارك الله في أعماله، ويحصنه من الشياطين.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
2) قراءة آيـة الكرسـي
( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما فيه السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بـما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم ) مره صباحاً ومرة مساء وعند النوم وبعد الفرائض.
من آثـارهـا المجـربـة الـنافـعـة:
1) حارس ليلي من الملائكــة : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ) وكــلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكــــاة رمضان فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام ) فذكر الحديث وقال في آخره ( إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لا يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( صدقك وهو كذوب ذاك شيطان ) البخاري .2311
وتقرأ عقب كــل صلاة، فعن أبي أمامه رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم ( من قرأ آية الكــرسي دبر كــل صلاة مكــتوبة لم يـــمنعه من دخول الجنة إلا الموت ) صحيح الجامع339/5.
2) طاردة الشياطين من المنازل والأماكــن:  عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال ( لقي رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رجلاً من الجن فصارعه، فصرعه الإنسي، فقال له الإنسي: إني لأراك ضئيلا شخيتاً "أي نحيفاً دقيق الجسم" كــأن ذريعتيك ذريعتي كــلب، فكذاك أنتم معشر الجن؟ أم أنت من بينهم كــذلك؟ قال: لا والله، إني منهم لضليع "أي عظيم الخلق" ولكــن عاودني الثانية، فإن صرعتني علمتك شيئا ينفعك. قال: نعم، فصرعه مرة ثانية. قال الجني: تقرأ ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) فإنك لا تقرؤها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج "أي ضراط" كخبج الحمار ثم لا يدخله حتى يصبح. قالوا: يا ابا عبدالرحمن فمن ذلك الرجل؟ قال: فمن ترون إلا عمر بن الخطاب ) سنن الدارمي447/2-448 وإسناده جيد وأخرجه البيهقي مختصراً في دلائل النبوة123/7.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن الوليد بن مسلم ( أن رجلاً في شجرة سمع فيها حركــة فتكــلم، فلم يجب، فقرأ آية الكرسي فنزل إليه شيطان، فقال: إن إلينا مريض، فبم نداويه؟ قال: بالذي أنزلتني به من الشجرة ) لقط المرجان للسيوطي ص150.فانظر لجهل الرجل حينما سأل الشيطان عنه علاج مريضه وسخرية الشيطان منه، بينما العلاج في يده، وتلك حال الرقاة الجهلة في سؤالهم الجن.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
3) قراءة آخر سورة البقرة:
(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)مرة مساءً أو قبل النوم أو تقرأ في الدار.
# من آثارها المجربة النافعة:
1) الكافية من كل شيء: عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم ( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) رواه البخاري ومسلم.
2) الطاردة للشيطان لمدة ثلاث ليال من المنزل: وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله تبارك وتعالى كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام وأنزل منه آيتين ختم بـهما سورة البقرة ولا تقرآن في دار فيقربها شيطان ثلاث ليال ) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/562) وقال حديث صحيح.
فائدة: قال علي رضي الله عنه ( ما كنت أرى أحداً يعقل، ينام قبل أن يقرأ الآيات الثلاث من آخر سورة البقرة ) الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية ص16.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
4) قراءة سورة الاخلاص و المعوذتين :
) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ  ) ، ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) ، ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إِلَهِ النَّاسِ ،  مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ ) ثلاث مرات صباحا ومساءً وقبل النوم " كان صلى الله عليه و سلم : إذا أوى الى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيها فقرأ فيهما : قل هو الله احد و قل اعوذ برب الفلق و قل اعوذ برب الناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده " مسلم 4/1723. ومرة بعد كل صلاة. "قال صلى الله عليه و سلم : تقرأ قل هو الله احد و قل اعوذ برب الفلق و قل اعوذ برب الناس بعد كل صلاة "صحيح الترمذى 2/8 .
من آثارها المجربة النافعة:
1) الكافيات من كل شيء: عن عبدالله بن خبيب رضى الله عنه قال : خرجنا فى ليلة مطيرة و ظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلى لنا ، قال فأدركته فقال : قل ، فلم أقل شيئا ثم قال : قل ، فلم أقل شيئا ، قال : قل فقلت ما أقول ؟ قال ( قل هو الله احد و المعوذتين حين تمسى و تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شئ  ) صحيح الترمذى 3/182.
2) خير سورتين يُسأل و يُستعاذ بـها: عن عقبة رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال ( يا عقبة أعلمك خير سورتين قُرءتا : قل اعوذ برب الفلق و قل اعوذ برب الناس ، يا عقبة اقرأهما كلما نمت و قمت ، ما سأل سائل و لا استعاذ مستعيذ بـمثلهما ) جامع الاصول – 8/491/492 .
3) الحافظة من الجان وعين الانسان: عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه ( ان النبى صلى الله عليه و سلم كان يتعوَّذ من الجان وعين الانسان حتى نزلتا المعوذتان فلما نزلت اخذ بـهما و ترك ما سواهما(صحيح الترمذى2/206.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
5) الإكثار من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
من آثارها المجربة النافعة:
1) كنز عظيم من كنوز الجنة وتأثيرها عجيب: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ( ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ) فقلت: بلى يا رسول الله، قال ( قل: لا حول ولا قوة إلا بالله) رواه البخاري ومسلم.
يقول ابن القيم رحمه الله ( وهذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة الاشغال الصعبة وتحمل المشاق والدخول على الملوك ومن يخاف ركوب الأهوال، ولها أيضا تأثير في دفع الفقر) الوابل الصيب لابن القيم ص98. وكان حبيب بن سلمة رحمه الله يستحب إذا لقي عدواً أو ناهض ( أي حاصر ) حصناً قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وأنه ناهض يوماً حصنا للروم فانـهزم، فقالها المسلمون وكبروا فانـهدم الحسن. الوابل الصيب لأبن القيم ص98.
2) الشافية من جميع الأمراض والعلل التي أيسرها الهم: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من قال: لا حول ولا قوة إلا بالله كانت له دواءً من تسعة وتسعين داءً أيسرها الهم ) أخرجه الحاكم في المستدرك(1/542) وقال صحيح الإسناد.
3) كاشفة الضر التي أدناها الفقر: قال مكحول رحمه الله ( فمن قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ولا منجى من الله إلا إليه، كشف عنه سبعين باباً من الضر أدناهن الفقر ) صحيح الترمذي (3186) وقال عنه الألباني: مقطوع.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
6) قـول:بسم الله الذي لا يضـر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السـماء و هو السميع العليـم .ثلاث مرات في الصباح، وثلاث مرات في المساء.
من آثارها المجربة النافعة :
1) حامية من كل ضرر و مانعة من بغتة البلاء: عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من عبد يقول في صباح كل يوم و مساء كل ليلة : بسم الله الذي لايضر مع اسمه شئ في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شئ ) صحيح الترمذي 3385 .
اثـر التجربـة:
ولما أصاب أبان بن عثمان رضي الله عنه ( راوي هذا الحديث ) الفالج ( الشلل ) جعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه فقال له: ( مالك تنظر إلي ؟ فوالله ما كذبت على عثمان و لا كذب عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن اليوم الذي اصابنى فيه ما اصابنى غضبت فنسيت أن أقولها ) صحيح أبى داود ص . 958 رقم الحديث 4244.
فائـدة مهمـة:
وهذا دليل على أن الغضب أو حتى الانفعالات المبالغ فيها من حزن أو خوف أو ضحك أو بكاء، أو الانكباب على الشهوات والغفلة، من الأسباب المانعة من التحصين أو المفسدة له، فإما أن يُنسيه الشيطان أثناء انفعاله وبخاصة الغضب، والغضب من الشيطان، وهذا ما حصل لأبان رضي الله عنه، وإما أن يضعف هذا التحصين بسبب ذلك الانفعال. ولا تعجب إذا أصيب إنسان قد أورد على نفسه الأذكار! لأنه أوجد ثُلمة في تحصينه فدخل عليه الشيطان منها .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
7) قول : اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
ثلاث مرات فى المساء ، و مرة لمن نزل منزلا .
من آثارها المجربة النافعة :
1) مضاد لسُم العقرب ومحصن الأمكنة من شر ما يدُبُّ عليها من مخلوقات: عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : جاء رجل الى النبى صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ! ما لقيت من عقرب لدغتنى البارحة ؟ قال : صلى الله عليه و سلم ( أما لو قُلتَ حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يَضركَ ) رواه مسلم 2709 .
أثـر التجربـة :
قال سهيل ( راوى الحديث ) فكان أهلنا تعلَّموها ، فكانوا يقولونها كل ليلة فلُدغت جارية منهم فلم تجد وجعا. صحيح الترمذى 3/187 . قال القرطبى رحمه الله : ( هذا خبر صحيح و قولٌ صادق علمنا صِدقه دليلا و تجربةً ) - الفتوحات الربانية لابن علان 3/94.
وروى مسلم انه صلى الله عليه و سلم قال : " من نزل منزلا ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من ما خلق لم يضره شئ حتى يرتحل من منزله ذلك) رواه مسلم 2708
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
8) قول حسبي الله لا اله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم.
سبع مرات في الصباح، و سبع مرات في المساء.
من آثارها المجربة النافعة :
الكافية من هم الدنيا و الآخرة: عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قال في كل يوم حين يصبح و حين يُمْسى : حسبي الله لا اله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله تعالى ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة ) رواه ابن السني في عمل اليوم و الليلة ( 70 ) وصححه الارناؤط ، انظر زاد المعاد 2/376  .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
9) قول: بسم الله توكلت على الله و لا حول و لا قوة إلا بالله:
بعد الخروج من البيت مرة واحدة .
من آثارها المجربة النافعة :
القوة التحصينية الثلاثية: عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قال ( يعنى إذا خرج من بيته ) بسم الله توكلت على الله لا حول و لا قوة إلا بالله يُقال له: كُفيتَ و وُقيتَ و تنحَّى عنك الشيطان ) رواه الترمذي 3422 و قال حديث حسن صحيح . وزا ابو داود فى روايته : " فيقول ( يعنى الشيطان لشيطان اخر ) : كيف لك برجل قد هُدى و كُفى و وُقي " -- رواه ابو داود 5095 فى الادب قال بن حجر : رجاله رجال الصحيح ، وصححه ابن حبان 2370 .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
10) قول : لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير .10مرات صباحا ومساء و 100 مرة او اكثر يوميا ، ومرة عند دخول السوق
من آثارها المجربة النافعة :
1) حرز عظيم واجر كبير: عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير . من قالها عشر مرات حين يصبح كتب الله له مائة حسنة ومحا عنه مائة سيئة وكانت له عدل رقبة وحفظ بها يومئذ حتى يـمسى ، ومن قالها مثل ذلك حين يـمسى كان له مثل ذلك ) رواه الامام احمد من حديث ابى عياش 4/60 و اسناده صحيح ، ورواه ابو داود 5077 .
وفى رواية ( من قالها فى يوم مائة مرة كنت له عدل عشر رقاب و كتبت له مائة حسنة و محيت عنه مائة سيئة و كانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسى و لم يأت احد بافضل مما جاء به إلا رجل عمل اكثر ) رواه البخارى 11/168-16،ومسلم 2691.
2) صفقة مع الله رابحة بالملايين إذا دخل السوق: عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحيى ويـميت ، وهو حي لا يـموت بيده الخير ، وهو على كل شئ قدير ، كتب الله له ألف الف حسنة ، ومحا عنه الف الف سيئة ، ورفع له ألف الف درجة ) وفى رواية " وبنى له بيتا فى الجنة " . – الترمذى 3424 والحاكم 1/538-539 وصححه الالبانى فى الجامع الصغير 5/288 .
و يقول راوى الحديث الحاكم :فقدمت خراسان فأتيت قتيبة بن مسلم رحمه الله تعالى فقلت أتيتك بهدية ! فحدثته بالحديث ، فكان قتيبة يركب فى موكبه حتى يأتى السوق فيقولها ثم ينصرف . !
فلا تعجب اخى انه بـهذا الذكر السهل اليسير تحصل على هذا الفضل العظيم ، فالله أكرم الأكرمين وفضله واسع ، وهذا إشعار من الله تعالى بأن التجارة معه فى السوق أفضل وأعظم من التجارة مع غيره ، فلا ينسى خالقه فى غمرة انشغاله بتجارة الدنيا ، ولذلك يحرص الشيطان كل الحرص ان يركز رايته فى السوق فيحصل من ذلك اللغو والكذب والخداع والغش والصخب والخيانة .
فعن ابى عثمان عن سلمان رحمهم الله انه قال: لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ، و لا أخر من يخرج منها ، فإنها معركة الشيطان و بـها ينصب رايته. اخرجه مسلم 2451 و الفتح 9/5 و الطبرانى 6/304 .
وعن قيس بن ابى غرزة رضى الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نسمى السماسرة فقال ( يا معشر التجار إن الشيطان و الإثم يحضران البيع فشُوبُوا بيعكم بالصدقة ) اخرجه الترمذى 1208 و قال حديث صحيح و النسائى 3797 ، و الطبرانى 18/357 .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
11) قول : أعوذ بالله العظيم و بوجهه الكريم و بسلطانه القديم من الشيطان الرجيم .
عند دخول المسجد، مرة واحدة
من آثارها المجربة النافعة :
الحفظ من الشيطان ليوم كامل: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : انه كان إذا دخل المسجد قال ( أعوذ بالله العظيم و بوجهه الكريم و سلطانه القديم من الشيطان الرجيم ، فإذا قال ذلك قال الشيطان : حفظ منى سائر اليوم ) رواه أبو داود 466 قال الارناؤط إسناده صحيح . زاد المعاد 2/370 وحسنه بن حجر في الفتوحات لابن علان 2/47 . - .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
12) كثرة الاستغفار، ومنه: سيد الاستغفار، و قول: استغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه.الإكثار منها بدون تحديد .
من آثارها المجربة النافعة :
1) حرز عظيم من تسلط الشيطان حيث انه لا يتسلط غالبا إلا مع الذنوب: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم ( من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غُفر له وإن كان فرَّ من الزحف ) أخرجه الترمذي 5/569 ، و أبو داود 2/85، وصححه الألباني ، انظر صحيح الترمذي 3/182.
قال: صلى الله عليه وسلم ( سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . قال : من قالها من النهار موقنا بها ، فمات من يومه قبل أن يمسي ، فهو من أهل الجنة ، و من قالها من الليل و هو موقنا بها ، فمات قبل أن يصبح ، فهو من أهل الجنة ) رواه البخاري
2) الأمان من عذاب الله: رُوي عن علي رضي الله عنه أنه قال : كان في الأرض أمانان من عذاب الله وقد رفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به ) ، قال الله تعالى ( وما كان اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ و أنتَ فيهم و ما كان الله مُعذبهم و هم يستغفرون)
3) تفريج الهموم، ورزق المستغفرين الغيث والمال والذرية: قال الله تعالى: في بيان أثر الاستغفار والتوبة ( فقلت استغفروا ربكم أنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويُمْدِدْكمْ بـموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انـهارا )
وعن ابن مسعود رضي الله عنه : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من لازم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ) أخرجه ابو داود كتاب الصلاة باب في الاستغفار 2/85 و له شواهد .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
13)الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
10مرات صباحا و 10 مرات مساءً، و لا حدَّ لأكثرها.
من آثارها المجربة النافعة:
1) كفاية الهموم و مغفرة الذنوب وهما جماع خيري الدنيا والآخرة: عن الطفيل بن أبى كعب عن أبيه رضي الله عنه قال : يا رسول الله إني أكثر من الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ أي دعائي ، قال : " ما شئت " ، قلت : الربع ؟ قال : " ما شئت فإن زدت فهو خير لك " ، قلت : النصف ؟ قال : " ما شئت و إن زدت فهو خير" ، قلت : فالثلثين ؟ قال : " ما شئت و إن زدت فهو خير " ، قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال ( إذاً تُكفى همَّك و يُغفر لك ذنبك ) أخرجه الترمذي 7/152 و حسنه الأرناؤوط في كتاب جلاء الأفهام لإبن القيم ص.79.
وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن تفسير هذا الحديث ، فقال : ( كان لأبيَّ بن كعب رضي الله عنه دعاءٌ يدعو به لنفسه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم : هل يجعل له منه رُبعه صلاةً عليه صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: " إن زدت فهو خير لك، فقال له: النصف ؟ فقال: " إن زدت فهو خير لك "، إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها ( أي أجعل دعائي كله صلاة عليك، قال: " إذا تُكفى همَّك و يُغفر ذنبك ) لأن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا ومن صلى الله عليه كفاه همه و غفر له ذنبه ) – أنظر جلاء الأفهام لإبن القيم تحقيق شعيب و عبدا لقادر الأرناؤوط ص. 79 .
قال الشوكاني رحمه الله : ( في هاتين الخصلتين جماع خيري الدنيا و الآخرة ، فإن من كفاه الله همه سلم من محن الدنيا وعوارضها ، لأن كل محنة لا بد لها من تأثير الهم وإن كانت يسيرة ، ومن غفر الله ذنبه سلم من محن الآخرة ، لأنه لا يُوبِقُ العبدَ فيها إلا ذنوبه ) – تحفة الذاكرين للشوكاني ص . 30 - .
2) إدراك شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم: قال رسول الله صلى الله عليه ( من صلى عليَّ حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة ) أنظر صحيح الترغيب رقم 659 صفحة 273 وحسَّنه الألباني.
وأكمل الصلاة عليه الصلاة الإبراهيمية .وهي: اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
14) قول: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
مرة واحدة على كل شئ يراد حفظه .
من آثارها المجربة النافعة :
1) حفظ الأموال والأولاد وغيرهما من السرقة والتعدي: عن ابن عمر رضي الله عنهما انه صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله إذا استُودع شيئا حفظه ) رواه الإمام احمد بإسناد صحيح في المسند 5605. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ) رواه الإمام احمد في المسند 2/403 و إسناده حسن.
وهذا الحفظ العام في السفر وغيره، وهو أمان من السرقة والتعدي، ولو كان المُستودَعُ شيئا يسيرا، ففي ذلك إظهار حاجة العبد إلى ربه في كل صغيرة وكبيرة. ولو قال الإنسان مثلا : أستودع الله الذي لا تضيع ودائعه ، ديني ونفسي وأمانتي وخواتيم عملي ، وبيتي وأهلي ومالي ، وجميع ما أنعم الله به علي؛ لحفظ الله له ذلك كله ، ولم يَرَ ما يسوؤه فيه ، ولحفظ من شرور الإنس والجن أجمعين .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
15) قول: الحمد الله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا
مرة واحدة عند رؤية شخص مصاب بأي بلوى.
من آثارها المجربة النافعة :
1) حفظ الأموال والأولاد وغيرهما من البلاء: عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قال ( من رأى مبتلىً فقال : الحمد الله الذي عافاني مما ابتلاك به و فضَّلني على كثير ممن خلق تفضيلا ، لم يُصبه ذلك البلاء )رواه الإمام احمد بسند صحيح في مسنده 5605 ، ولا ترفع صوتك بالدعاء فيظن انك تشمت به. وهذا الحفظ عام في كل بلاء ،فإذا رايت مريضا فقل الدعاء ليحميك الله من مرضه، وإذا رأيت من انحرف أبناؤه فلا تتهكم أو تعيّر، بل قل الدعاء لينجو أبناؤك منه ، وإن رأيت حادثا مروريا ، و إن سمعت عمن خسر في تجارته فكذلك ، و هكذا في كل بلاء ...
فائدة مهمة:
وهذا الدعاء العظيم هو العمل المشروع عند رؤية أهل البلاء، يضاف لذلك أخذ العبرة بالخطأ وكيفية تجنبه، وابدأ النصح و المساعدة، وليس ما يفعله السفهاء من استهزاء وتعيير وتنقّص. وكما أن الدعاء يحفظ من البلاء ،فإن الاستهزاء بأهل البلاء يجلبه ، ففي الحديث ( لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك ) رواه الترمذي والطبراني و غيرهما عن معاذ مرفوعا وقال الترمذي: إنه حسن غريب انظر : تمييز الطيب من الخبيث لعبدا لرحمن الأثري ص . 171 ، و انظر الأذكار للنووي ص . 542 .
والشماتة : أن يعيّر المسلم أخاه بذنب قد تاب منه ، أو يستهزئ بشكله أو منطقه أو حركاته ، وهذا أمر خطير قلَّما يُفطن إليه، وفي الأثر ( من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله )روه الترمذي .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
16) صلاة الفجر في جماعة :
كل يوم ، في وقتها المحدد .
من آثارها المجربة النافعة :
صلاة التحصين من شياطين الجن والإنس: روى مسلم عن جندب بن عبدا لله رضي الله عنه قال :" قال صلى الله عليه و سلم ( من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله في ذمته بشئ ،فإنه من يطلبه من ذمته بشئ يدركه ثم يكُبُّه على وجهه في نار جنهم ) صحيح مسلم 2/125 باب فضل صلاة العشاء و الصبح في جماعة.
ومعنى الحديث: من صلَّى الصبح خالصة لله في وقتها مع الجماعة، فهو في أمان الله وعهده في الدنيا و الآخرة. ومعنى : لا يطلنكم الله في ذمته بشئ: النهي عما يوجب مطالبة الله وهو التعرض بـمكروه لمن صلى الصبح. ومعنى يدركه يعني: من يطلبه الله للمؤاخذة، لتفريطه في حقه وفي القيام بعهده يدركه الله، إذ لا يفوت منه هارب وهو له طالب.وانظر لمن فاتته كيف يتكدر يومه ؟ والعكس ، وهو مشاهد محسوس .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
17) الصدقة في السر والعلن .
في كل حين .
من آثارها المجربة النافعة :
1) سبب عظيم في وقاية المتصدق من الآفات والكروب: عن انس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات ) المستدرك للحاكم 1/124 ، و صححه الألباني في صحيح الجامع 2/707 رقم : 3795. قال إبراهيم النخعي : ( كانوا يرون إن الصدقة تَدفع عن الرجل الظلوم ) شعب الإيمان للبيهقي 3/283 رقم 3559.
2) إطفاء غضب الله ودفع ميتة السوء: وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( صدقة السر تطفئ غضب الرب ) المعجم الصغير للطبراني 2/205 رقم :1033 وصححه الألباني في صحيح الجامع 2/702 رقم 3759 - وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه انه صلى الله عليه و سلم قال ( إن صدقة المسلم تزيد في العمر وتـمنع ميتة السوء )رواه الترمذي وحسنه ، ولم نذكر فضائل الصدقة الأخرى دنيا و أخرى فهي منشورة ، وكلامنا عن التحصين فقط -- .
ومن أثارها غير التحصين:
3) علاج الأدواء إذا نوى بـها الشفاء: وعن أبي إمامة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( داووا مرضاكم بالصدقة ) رواه الطبراني و البيهقى و حسنه الألباني في صحيح الجامع 1/634 رقم 3358.
قال ابن الحاج : ( المقصود من الصدقة إن المريض يشتري نفسه من ربه عزوجل بقدر ما تساوي نفسه عنده ، والصدقة لابد لها من تأثير على القطع ، لأن المخبر صلى الله عليه وسلم صادق والمخبَرُ عنه كريـم منان )المدخل لابن الحاج 4/141 -142.فثق بالله وآمن به وتصدق بقدر مرضك بنية الشفاء، ثـم ترقّب وعد الله.
اثـر التجربـة:
والوقائع المحسوسة تثبت أن ( المعونة تأتي من الله للعبد على قدر المؤونة )رواه ابوهريرة في شعب الإيمان للبيهقي 7/191 ، وصححه الألباني في الجامع برقم 1952. وان رزقه يأتيه بقدر عطيته ونفقته، وهو شواهده قصة عائشة : أن مسكينا سألها و هي صائمة وليس في بيتها إلا رغيف فقالت لمولاتها : أعطيه إياه ، فقالت : ليس لك ما تفطرين عليه ! فقالت : أعطيه إياه ! قالت: ففعلت، فلما أمسينا أهدى لنا أهل بيت أو إنسان – ما كان يهدي لنا – شاةً و كفنَّها، فدعتني فقالت: كلي من هذا، هذا خير من قرصك .- الموطأ للإمام مالك 2/997 ، و كفنها : اى غطاها بأرغفة و أقراص . -.
ومن ذلك أن رجلا صالحا تصدق بناقة على جار له محتاج ، وكان يبحث عن المياه في سراديب الأرض فضاع مرة ، وانتظره أهله سبع ليال فلم يعد ، وتوقعوا هلاكه ووزعوا ماله ، واسترجعوا من جارهم الناقة ، فسألهم أن يدلوه على السرداب وبحث عنه حتى وجده وقد شارف على الهلاك فسأله : كيف عشت بلا طعام ؟ فقال: كان يأتيني كل يوم إناء فيه لبن بارد ومنذ ليلتين انقطع عني، فاخبره الجار انه منذ ليلتين فقط اخذ أبناؤه الناقة.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
18) تجنب المعاصي :
في كل حين :
من آثارها المجربة النافعة :
سبب عظيم فى منع البلاء ، ورفعه إذا وقع: قال الله تعالى فى بيان اثر الطاعة ( ولو أنَّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) وقال تعالى عن اثر المعصية وعاقبتها ( فأخذهم الله بذنوبـهم ) يُشْكل على البعض ابتلاء المؤمنين و تنعيم الكافرين ، وجوابه في موضوع الحكمة من البلاء.
وعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ) اخرجه ابن ماجه 90/4022 ، و ابن حبان في 872 ، و الحاكم و صححه 1/493. وقال صلى الله عليه وسلم ( لن يهلك الناس حتى يُعْذرُوا من أنفسهم ) اخرجه الامام احمد 5/293 و 4/260 ، وابو داود رقم 4347 باسناد صحيح.وقال ابو عبيد في غريب الحديث( 1/131 )في معنى يُعْذروا : ( حتى تكثر ذنوبهم و عيوبهم ) – انظر كتاب شؤم المعصية ففيه تفصيل مهم حول ذلك -- .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
19) ستر ما يخشى عليه العين :
ينبغي ستر محاسن ما يُخشى عليه العين وتجنب المبالغة في التزيّن خاصة عند الذهاب للاماكن العامة كالأسواق والحفلات، فهي مظنّة حضور الشياطين والحسّاد، وكثير من حالات العين من واقع التجربة تحصل فيها لمن يبالغ في إظهار المحاسن.
ذكر البغوي أن عثمان رضي الله عنه رأى صبيا مليحا فقال : ( دسِّموا نونته لئلا تصيبه العين ) في كتاب شرح السنة 13/116 ، والنونة : النقرة تكون في ذقن الصبي الصغير - . وهذا لا يخالف التحدث بنعمة الله شريطة التحصن قبل ذلك .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
20) حفظ الأولاد في أوقات انتشار الشياطين :
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إذا كان جنح الليل أو أمسيتم ، فكفوا صبيانكم ، فان الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهبت ساعة الليل فخلّوهم ، وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله ، فان الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ) رواه البخاري / الجامع الصحيح 3304 - .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
21) تجنب ما يبطل التحصين أو يضعفه :
كشدَّة الغضب أو الحزن أو الفرح أو الضحك أو الخوف أو الغفلة ، فإنـها تضعف التحصين الموجود ، فتكون و سيلة لتلبس الشياطين . يدل عليها قوله صلى الله عليه وسلم لمن احمرَّ وجهه غضبا ( إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الحكمة من البلاء و ما يشرع عند وقوعه:
البلاء من سنن الله الكونية القدرية ، قال الله تعالى ( ولَنَبْلُوَنَّكُمْ بشئٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشِّرِ الصابرين )والبلاء من الله للمؤمن والكافر ، فهو للمؤمن عقوبة تخفف عقوبته في الآخرة ، أو تكفير لسيئاته أو رفعةٌ لدرجاته أو اختبارٌ لإيـمانه و لصبره ، أما الكافر فهو عقوبة لكفره وعصيانه. ومَرَدُّ ذلك إلى تقدير الله ، فقد يبتلي طوائف وغيرهم أسوأ منهم ، وقد يبتلي المؤمنين ويـمهل الكافرين ، أو يعجّل جزاءهم فيُنعِّنهم ، فلا نقيس ذلك بعقولنا ، بل الأمر لحكمة الله البالغة التي قد تخفي علينا .
أما السبب الأساس للبلاء فهو ذنوب العباد وعصيانهم وكفرهم ، يدل عليه الخبر الصادق من الله ورسوله ، كقوله تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بـما كسبت أيديَّ الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي، هم أكثر وأعزُّ ممن يعمل بـها ، ثـم لا يغيرونه إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب ) رواه ابن ماجه و صححه الألباني.
و لابتلاء المؤمنين و الصالحين حكم و فوائد منها:
* أنه دليل الإيـمان فقد سُئل صلى الله عليه و سلم: أيُّ أشد بلاء ً؟ قال صلى الله عليه وسلم ( الأنبياء ثـم الصالحون ثـم الأمثل فالأمثل من الناس يُبتلى الرجل على حسب دينه ،فان كان في دينه صلابةٌ زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقةٌ خُفف عنه)
 *
أنه علامة محبة الله للعبد قال صلى الله عليه وسلم ( وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ) رواه احمد و الترمذي .
 *أنه من علامات إرادة الله بعبده الخير ، قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أراد الله بعبده الخير عَجَّلَ له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه ذنبه حتى يُوافي به يوم القيامة ) رواه الترمذي - .
* أنه كفارة للذنوب وإن قلَّ ، قال صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلم يُصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بـها سيئاته كما تَحطُّ الشجرة ورقها ) متفق عليه. والبلاء يكون: بالخير كزيادة المال، وبالشر كالمرض، قال الله تعالى ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة)
وإذا وقع البلاء بتقدير الله فان المشروع للمسلم:
1) الصبر :وعدم التسخط والشكوى ، وقول الدعاء المشروع ( إنا لله و إنا إليه راجعون ، اللهم آجرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منها ) رواه أبو سلمة . و قالته أم سلمة فرزقها الله نبيه صلى الله عليه و سلم زوجا . انظر صحيح الجامع للألباني /5764.
2) الرضا بالقضاء: فالله لا يقدر إلا لحكمة وخير ، والأدلة السابقة تؤكده.
3) الشكر: هو أعلى الدرجات ودليل تـمام التسليم، و لا يحمد في المكروه إلا الله. والصبر والرضا و الشكر دلالة قوة إيـمانك بالقدر خيره و شره ، وبأن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، ودليل الإيمان بحكمة الله البالغة .
4) كما يشرع دفع البلاء و السعي في ذلك إن كان مما يدفع و من وسائل ذلك:
#التوبة إلى الله ، فان الرجوع إلى الله يرفعه البلاء مثلما تجلبه المعاصي .
# الدعاء والتضرع لله برفع البلاء، وأن يوقن بالإجابة ولا يستعجل.
# قراءة الأوراد والأدعية وأذكار الصباح والمساء، فإنـها توقف البلاء أو تخففه، وتأثير هذه الأذكار يزيد بإذن الله لأمرين:
1)   الإيمان بأنـها حق و صدق، وانه نافعة بإذنه.
2)  أن يصغى لها وقلبه حاضر، لأنـها دعاء و الدعاء لا يستجاب من قلب غافل لاهٍ كما صح عنه صلى الله عليه و سلم.
ومن أعظم الوسائل لدفع البلاء: قراءة القران بغرض الاستشفاء به من المرض، وكل آيات القران شفاء. ومن الأمثلة على ذلك : قراءة سورة الفاتحة .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
قراءة سورة الفاتحة:
مرة، أو ثلاثا، أو سبعا، أو أكثر، للرقية من كل مرض.

من آثارها المجربة النافعة :

علاج للدغ ذوات السموم: ( المصل المضاد للسموم ) أن رهطا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها ، حتى نزلوا بحي من أحياء العرب ، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم ، لعله أن يكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم فقالوا : يا أيها الرهط ، إن سيدنا لدغ ، فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فهل عند أحد منكم شيء ؟ فقال بعضهم : نعم ، والله إني لراق ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق فجعل يتفل ويقرأ : { الحمد لله رب العالمين } . حتى لكأنما نشط من عقال ، فانطلق يمشي ما به قلبة ، قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقسموا ، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ، فقال : ( وما يدريك أنها رقية ؟ أصبتم ، اقسموا واضربوا لي معكم بسهم ) الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5749.

علاج فعال للجنون: عن خارجة ، عن عمه ، قال ( أقبلنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتينا على حيٍّ من العرب فقالوا إنا أُنبئنا أنكم جئتم من عند هذا الرجل بخير فها عندكم من دواء أو رقية فإن عندنا معتوها في القيود قال فقلنا نعم ، قال فجاءوا بـمعتوه في القيود – قال : فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غُدوة وعشية كلما ختمتها أجمع بزاقي ثـم أتفل فكأنـما نشط من عقال قال فأعطوني جُعلا فقلت : لا حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( كُل فَلَعَمري منم أكل برقية باطلٍ لقد أكلتَ برقية حقٍّ ) ابوداود 3896 ، و إسناده حسن -.

علاج للأورام: حكى ابن حجر الهيتمي عن بعض مشايخ العراق انه قال ( كان في حال صغري على جفني الأعلى من العين حبة كهيئة الغدة فلما جرى على القلم وكبرت ، ثقل جفني ، فقيل لي : ببغداد طبيب يهودي ، يشق الجفن ويخرجها ، فلم يطمئن قلبي بذلك ، من حيث أنه يهودي ، فلما كان في بعض الأيام رأيت في النوم قائلا يقول لي : اقرأ عليها بفاتحة الكتاب عند إرادة الوضوء ففعلت ذلك أياما ، فبينما أنا أغسل وجهي و جفن عيني إذ الغدة انقلعت بنفسها ، وذهب أثرها فعلمت أن ذلك بقراءة الفاتحة و بركتها ، فجعلت دوائي بها في الحُمايات و الأمراض تشفى أكثرها بإذن الله ) ذكر الآثار في الأذكار لابن حجر بتحقيق مشهور سلمان ص. 27.

بلسم الآلام و الأوجاع ( قصة ابن القيم) : وعن عبدالملك بن عمير رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم ( في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء ) أخرجه الدارمى في السنن 2/445 ، والبيهقى في شعب الإيمان 1/2/357 وهو مرسل جيد الإسناد قال السيوطي في الدرر المنثور : سنده رجال ثقات 1/5 - . وقال ابن القيم رحمه الله تعالى    ( مكثت بمكة مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيبا ولا دواء ، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأرى لها تأثيرا عجيبا فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما فكان كثير منهم يبرأ سريعا ) الجواب الكافي لابن القيم . ص. 8 - .

وصلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم .

إرشادات للطبيب المسلم




--
بسم الله الرحمن الرحيم

إرشادات للطبيب المسلم

آخر محاضرة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله –

أقيمت بالمستشفى التخصصي بالرياض بتاريخ 14/6/1421هـ




المقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، نحمد الله الذي أنعم علينا بأكرم دين وأشرف ملة ، وبعث إلينا أعز رسله وافضل خلقه نبياً وهادياً ومعلماً، هذا الدين العظيم  الذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة في شئون دنيانا إلا هدانا إلى طيبها ونهانا عن سيئها..

أيها الأخوة والأخوات في الله.. لا يخفى على الجميع أن مهنة الطب تأتي في مقدمة الأعمال السامية وذلك عندما تخلص النية لله وتوضع مصلحة المسلمين ومداواة مرضاهم والتخفيف من آلامهم في المقام الأول، هذا العمل الإنساني الهام لم تتركه قواعد ديننا الحنيف بلا ضوابط ولا أخلاقيات ، شأن ذلك شأن كل الأعمال والمهن حتى من قبل أن تتدخل الهيئات والمنظمات الصحية بوضع أنظمتها ولوائحها، بل وضعت الشريعة السمحاء قواعد هامة لجميع من يؤدون أعمالاً للآخرين أن يتوخوا الخوف من الله والإخلاص والأمانة فيما يؤدون، وأن يقدموا ما في وسعهم لإنجاز ما أوكل إليهم على أكمل وجه يرضي الله عز وجل.
أيها الأخوة.. نسعد اليوم بتواجد أخ كريم وكبير وضيف عزيز، وهب سني عمره المديد لخدمة دين الله وإصلاح مجتمعه، داعياً بما مكنه الله من علم وفقه إخوانه المسلمين إلى سبيل الرشد والصلاح ، فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.

المحاضرة

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد.. أيها الأخوة فإنني أشكر الله عزوجل أن يسر اللقاء بكم معشر الأطباء في هذه الليلة ، ليلة الثلاثاء 14 من شهر جماد الآخرة 1421هـ ، هذا اللقاء الذي أسأل الله عزوجل أن يكون لقاء مباركاً ، وسأتكلم بما يريد الله عزوجل حول هذا الموضوع ..

المرض نوعان أيها الأخوة، مرض القلب وهو مرض معنوي والثاني مرض الجسم وهو مرض حسي، والأول أولى بالاجتناب والعناية لأنه يترتب عليه الهلاك الأبدي أو البقاء الأبدي، مرض القلب له شعبتان: الشعبة الأولى الجهل فإن كثيراً من الناس يحب الخير ويسعى له و لكن عنده جهل ، فيحصل من ذلك خطأ عظيم ولهذا قال سفيان بن عيينة رحمه الله: ( من فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى) ، لأن النصارى أرادوا الخير ولكن ضلوا عنه كما قال عز وجل: (( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله))، وقال سفيان: ( من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود)) لأن اليهود علموا الحق ولكن خالفوا الحق، على هذا يدور مرض القلب وحينئذ نعلم أنه لا بد لنا من العلم ولا بد لنا من الإذعان والقبول للشرائع وإلا لحصل الهلاك، هذا الهلاك ليس كهلاك الأبدان، هلاك الأبدان عود على الأول(( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم))، لكن هلاك القبول معناه فقد الحياة، لأن الإنسان لم يستفد من وجوده في الدنيا، خسر الدنيا، ولن يستفيد في الآخرة، وما هي الحياة الحقيقة..؟!..، حياة الآخرة لقول الله تبارك وتعالى : (( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان )) قال أهل العلم: الحيوان الحياة الكاملة، وقال عزوجل : (( يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى* يقول ياليتني قدّمت لحياتي))، ولهذا كان الواجب أن يعتني الإنسان بتصحيح مرض قلبه قبل كل شيء ولكن من أين نأخذ الدواء لهذا المرض، من ينبوعين أساسين ، هما الكتاب والسنة، والكتاب والحمد لله وصفه الله تعالى بأنه تبيان لكل شيء، ما من شيء يحتاجه الناس في معاشهم ومعادهم إلا وجد في القرآن، إما وجد في القرآن بعينه وإما بالإشارة إليه والتحويل على جهة أخرى.

كلنا نعلم أنه لا يوجد في القرآن عدد ركعات الصلوات ولا عدد الصلوات ولا أنصبة الزكاة، ولا أركان الحج المعروفة ، لكن محال إلى السنة، قال الله عزوجل: (( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم )). هذا هو الجواب للمرض الخطير الذي ذكرته لكم، وهو يسير على من يسره الله عليه لأن هناك أموراً لابد للإنسان من معرفتها وهي سهلة يأخذها الإنسان من أفواه العلماء أو من الكتب المؤلفة من علماء موثوقين ويستنير بها.

أما المرض الثاني، المرض الحسي؛ فهو مرض أسهل، الأعضاء أو الجلود أو غيرها مما تعرفون فيه أكثر مما أعرف، هذا المرض له دواءان، دواء أنفع وأجمع وأوسع، وهو الدواء الذي جاءت به الشريعة، والشريعة الإسلامية جاءت بهذا الدواء، الدواء الشرعي للأجسام ، وسأذكر إن شاء الله ما يتبين به ذلك، فمثلاً القرآن الكريم دواء نافع ناجع لأمراض جسدية وأمراض نفسية وأمراض عقلية، لا يمكن للدواء الحسّي أن ينجح فيها، ثم إن الدواء الشرعي لا يحتاج طول مدة، لأن الدواء الشرعي من لدن الله عزوجل الذي إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون.

ولعلكم سمعتم قصة الصحابة الذين استضافوا قوماً من العرب، فأبوا أن يضيفوهم، ثم انحازوا إلى ناحية وسلط الله على سيدهم عقرباً لدغته وآلمته كثيراً، فقال بعضهم لبعض لعل هؤلاء القوم الذين نزلوا بكم لعل فيهم من يقرأ فأتوا على الصحابة فقالوا: إن سيدهم لدغ فهل فيكم من قارئ، قالوا نعم ولكن لا نقرأ عليه إلا بقطيع من الغنم، لأنكم لم تقوموا بحقنا في الضيافة، قالوا فليكن وأعطوهم قطيع من الغنم، فذهب أحد الصحابة إلى الرجل فقرأ عليه بفاتحة الكتاب، فقام كأنه نشط من عقال، في الحال. ومثل هذا لو عولج بالأدوية الحسية إن نفعت فسيكون هناك وقت، لكن هذا في الحال.
الأمراض النفسية كثيراً ما تستعصي على الأطباء إذا عالجوها بالأدوية الحسية، ولكن دواؤها بالرقية ناجع ومفيد ، وكذلك الأمراض العقلية، تنفع فيها الأدوية الشريعة وقد لا تنفع فيها الأدوية الحسية، لذلك أريد منكم أيها الأخوة أن تلاحظوا هذا وإذا أمكنكم أن تجمعوا بين الدواءين فهو خير، أي الحسي والشرعي، حتى تصرفوا قلوب المرضى إلى التعلق بالله عزوجل وآياته، وحينئذ أحيلكم إلى الكتب المؤلفة في هذا الشأن، أن تطالعوها وتحفظوها وترشدوا إليها المرضى، لأن تعلق المريض بالله عز وجل له أثر قوي في إزالة المرض أو تخفيف المرض.

الأدوية الحسية معروفة، وهي نوعان، منها ما تلقاه الناس من الشرع، ومنها ما تلقوه من التجارب، فمما تلقاه الناس من الشرع، التداوي بالعسل فإن ذلك دواء شرعي ، ودليله قوله عزوجل في النجل: (( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس))، ومن ذلك الحبة السوداء فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إنها شفاء من كل داء إلا السام )) وهو الموت، ومنها الكمأ ( نوع من الفقع) قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : (( الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين)). وهذا أمر مسلّم يجب أن نؤمن به حتى لو فرض أنه لم ينفع فليس ذك لقصور السبب ولكن لوجود مانع منعنا من الانتفاع به، لأن الأسباب التي جاءت في الشرع قد تتخلف آثارها لوجود مانع لكن هذا أمر مسلم.

أما النوع الثاني من الأدوية الحسية، فهو متلقى من التجارب، وهذا كثير حتى أنه يوجد الآن ممن لم يدرسوا الطب نظرياً من استفادوا بالتجارب فكانت أدويتهم أحسن من الأدوية المعقمة التي صنعت على وجه صحي.

 ولا يجوز أبداً أن ننكر هذا ، وقد سمعنا كثيراً من الإذاعات من اخترع أدوية عثر عليها من الأشجار والحشائش لم تكن معلومة من قبل وأثرها أكبر من أثر الموجود المستعمل.

كل هذا بقضاء الله وقدره، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((أن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء – دواء- علمه من علمه وجهله من جهله))، لذلك أحياناً يأتي الشفاء باستعمال دواء غير معلوم لهذا المرض يأتي صدفة، وهذا داخل في قوله (( وجهله من جهل)) ، لكن ثق أن كل هذه الأشياء بقضاء الله وقدره، هو الذي أنزل هذا وجعل له دواء وقد يرفع الداء بدون أن يكون هناك سبب ، لأن الله تعالى على كل شيء قدير.

أخيراً توصيات يسيرة لكم:

1- إخلاص النيّة لله تعالى في عملكم، لا من أجل أن تحصلوا على الراتب والمكافأة والجاه وما أشبه ذلك ، ولكن من أجل أن ترفعوا الآلام والأمراض بقدر الله تعالى عزوجل على أيديكم والإحسان إلى هؤلاء الذين تداوونهم، وبإخلاص النية يكون أثر العمل جيداً والعكس كذلك.

2- أن تحرصوا على تذكير الإنسان المريض التوبة والاستغفار وكثرة الذكر وقراءة القرآن ولا سيما هاتان الكلمتان التي قال فيهما الرسول صلى الله عليه وسلم : (( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن ، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم))، والمريض لن يتكلف ولن يشق عليه أن يقول هذا فوجهوه إلى أن يستغل الوقت.


3- إذا قدر أن أحد المرضى حضر أجله فالمطلوب منكم أن تلقنوه شهادة أن لا إله إلا الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ))، ولكن التلقين يكون برفق، فهل تقول له يا فلان قل لا إله إلا الله لأن أجلك قد حضر؟!!!، لا.. ولكن يمكن أن تذكر الله عنده ، فإذا ذكرت الله عنده تذكر، نعم إن كان كافراً تقول له قل لا إله إلا الله لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه أبي طالب حين حضرته الوفاة (( يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ))  ، وقال للغلام اليهودي في المدينة وقد عاده النبي صلى الله عليه وسلم وقد حضر أجل الغلام فعرض عليه الإسلام فالتفت الغلام إلى أبيه كأنه يستأذنه فقال له:( أطع أبا القاسم)، فأسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( الحمد لله الذي أنقذه من النار)).

4- من ذلك أن تسألوه كيف يصلي ، كيف يتطهر، وترشدوه إلى ما عندكم من العلم، لأن بعض المرضى لا يتطهر كما ينبغي ، بعض المرضى يكون على ثيابه شيء من النجاسة ويقول إذا شفاني الله تطهرت وصليت، بعض المرضى يقصر الصلاة وهو في بلده، يظن أنه إذا جاز الجمع جاز القصر وهذا ليس بصحيح، القصر إنما يجوز للمسافر فقط.فإذا كان المريض من أهل الرياض مثلاً وقلنا له لا بأس عليك أن تجمع بين الصلاتين إذا شق عليك أن تصلي كل صلاتين في وقتها، فلا يجوز له أن يقصر، ولكن إذا كان من بلد آخر ويعالج في الرياض قلنا له اقصر واجمع.

5- إذا كان المريض من غير جنسك، بمعنى أنه دعت الضرورة بأن يعالج الرجل امرأة فليحذر الفتنة، ولا ينظر منها إلا ما تدعو الحاجة إليه، وبأدنى قول أو عمل لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، قد تقول في هذا المكان لا يمكن للإنسان أن تتحرك شهوته أو ما أشبه ذلك، فنقول صحيح وهذا هو الأصل، ولكن ما ظنك إذا كان الشيطان يجري بابن آدم مجرى الدم، ألا يمكن أن يغوي هذا الإنسان؟ ، بلى.. هذا ممكن.

6- أوصيكم أن تحرصوا أن يكون استقبال المريض في حال الصلاة إلى جهة القبلة بقدر الإمكان حتى لو أدرنا السرير إن أمكن فليكن ، فإن لم يكن فقولوا للمريض (( اتق الله حيثما كنت)) ، قال الله عزوجل : (( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم)) ، وقال الله عزوجل: (( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها))، وقال تعالى: (( فاتقوا الله ما استطعتم))، وتشرحوا صدره وتقولوا له إذا كان من عادتك أنك تصلي إلى القبلة وهو الواقع فإنه يكتب لك الأجر كاملاً لقوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً )).

7- أوصيكم أن توصوا المرضى إذا كانوا في غرفة واحدة ، بأن لا يؤذي بعضهم بعضاً، فإن بعض المرضى قد يؤذي الآخرين إما باستماع مسجل أو راديو ، وإذا كان هذا ممنوعاً فربما يؤذي من معه بقراءة القرآن، يقرأ القرآن ويرفع صوته،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وبعضهم يرفع صوته على الآخرين وهم يصلون قال : (( لا يؤذين بعضكم بعضاً في القراءة)) .

8- أوصيكم ألا تكثروا الكلام مع الممرضات إلا بقدر الضرورة مع غضّ البصر لأن المسألة هذه خطيرة جداً، فقد تؤدي المحادثة إلى ما هو شر منها، لكن ما دعت إليه الضرورة لا بأس بها مع غض البصر بقدر المستطاع.

9- أوصيكم بالمحافظة على وقت الدوام بأن لا يتخلف أحد عن وقت الحضور ولا يخرج قبل وقت الخروج ، لأن هذا الوقت ليس لك ، وقت العمل ليس للإنسان ، فإنه يأخذ عليه أجراً، فكل دقيقة فلها نصيب من الأجر، ولا يحل لإنسان أن يتأخر عن أول الحضور، ولا أن يتقدم عن آخر الحضور، والإنسان و أمانته.

10-         أوصيكم أن تؤمنوا وتوقنوا بأن أعمالكم هذه ليست إلا مجرد سبب وأن الأمر بيد الله عزوجل ، فقد يفعل الإنسان سبباً تاماً ولكن لا يحصل له أثر لأن الأمر بيد الله، ولهذا لو أخذنا حديث (( الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا الموت))؛ للزم أن لا يمرض أحد ، ولكن ليس الأمر هكذا ، هي سبب ولا شك، ولكن هذا السبب قد يتخلف أثره لوجود مانع فأنت وإن كنت حاذقاً مخلصاً ؛ قد يتخلف أثر عملك عما تريده فاعلم أن الأمر بيد الله.

11-         أوصيكم أن تستخدموا التسمية عند بدء العلاج والعمل بها لأن كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه باسم الله فإنه أبتر أي مقطوع البركة.

هذا ما حضرني الآن من الوصايا وأسأل الله تعالى أن ينفع بكم وأن يجعل عملكم خالصاً لله ونافعاً لعباد الله عزوجل..



الأسئلة


س1:
 ما حكم الشرع في الأخطاء الطبية غير المتعمدة، حيث إذا اجتهدت ولم أهمل في معاينة الحالة ولم أقصر في شيء من العلاج ثم قدر الله الوفاة أرجو منكم التفصيل في ذلك من جميع النواحي، هل أعتبر آثم بذلك أم أنه مثل القاضي إذا اجتهد فأخطأ مع العلم أنني لا أءلوا جهداً في التعلم ومتابعة كل جديد وجزاكم الله خير؟

ج1:
 أولاً أنصح السائل وغيره أن لا يوجهوا سؤالاً إلى شخص فيقول ما حكم الشرع، لماذا؟ لأن هذا الذي وجه إليه الخطاب أو السؤال قد يخطيء وقد يصيب فإذا أخطأ والمسألة مضافة في الشرع، صار الخطأ في الشرع!، نعم تقول ماحكم الشرع في نظركم، أو ماذا ترون في كذا، فلينتبه لهذا.
أما بالنسبة للأخطاء فالطبيب إن كان حاذقاً فهذا شرط، بمعنى أنه يجيد الطب إما بالقراءة النظرية من القبل أو بالتجربة العملية، الثاني أن لا يتعدى موضع المعالجة ، فمثلاً إذا قدر أن هذا الجرح يكفي في شقه مقدار أنملة لكنه شق مقدار أنملتين ، فهنا تعدى موضع الحاجة، يرى العلماء رحمهم الله أن هذا التعدي يعتبر خطأ لا عمداً حتى إذا مات المريض به فلا قصاص ولكن الدية، إذا كان الدية أو الحكومة إذا كانت هناك، فهناك فرق إذا كان الخطأ في نفس المكان المعالج فهذا لاشيء عليه كما يخطيء الفقهاء والقضاة أيضاً ، أما إذا تجاوز فهنا يكون التجاوز خطأ ولو أدى إلى الوفاة لأنه لم يتعمد الوفاة، وأظن أنه هناك قواعد معروفة في هذا الأمر.


س2:
 معروف فضل العلم الشرعي و أنهم ورثة الأنبياء أرجو منكم تبيين ما هو الأجر للأطباء، حيث أنهم يسهرون الليالي في العناية بالمرضى والقراءة والمذاكرة؟

ج2:
 لا شك أن لهم أجر بحسب نيتهم وعملهم لأن الطب نفسه ليس مقصوداً لذاته ولكنه مقصود لغيره، لهذا ذهب بعض أهل العلم إلى أن تعلم الطب فرض كفاية ، لابد للمسلمين أن يكون فيهم أطباء ، فألحقوه بفرض الكفاية ، لأن هذا مما تحتاجه الأمة، فإذا قصد الإنسان بعمله هذا القيام بهذا الفرض و الإحسان إلى الخلق فسينال أجراً كثيراً، الإنسان يبيع الشيء فيأثم ببيعه ويشتريه ويبيعه فيثاب ببيعه، لو يأتي هذا الشيء على محتاج وقصدت دفع حاجته ، تثاب أو لا تثاب؟، مع أنك ستأخذ أجراً عوضاً، ولو بعته على شخص يريد أن يقاتل به المسلمين كنت آثماً، فالنيات لها تأثير جداً في الثواب.

س3:

 تأتي المرأة مع طفلها المريض مع طفلها المريض وتكون في العيادة من دون محرم ثم أدخل عليها في العيادة وأغلق باب العيادة، هل تعتبر هذه خلوة محرمة ومعها طفلة ، وإن كانت محرمة فهل من كلمة نصح؟


ج3:
هذه خلوة محرمة لا شك إذا دخل الرجل على امرأة أجنبية منه ، ليس بينه وبينها محرمية وأغلق الباب فهذه خلوة لا إشكال فيها، فلا يحل للإنسان أن يعمل هذا ، وإذا كان لابد فليفتح الباب حتى لا تكون خلوة، لأن فتح الباب معناه أن كل إنسان يمكنه أن يشاهد.

س4:
ماحكم إسقاط الحمل عندما يكون الجنين مشوهاً حالة عدم وجود الدماغ، وهذا يعني عدم المقدرة على الحياة بعد الولادة بعلم الله وهذا يحدث في جميع الحالات، وخصوصاً إذا كانت الحامل وضعت قبل ذلك بعملية قيصرية لمرات ثلاث أو أكثر، فمن المؤكد أن ولادتها ستكون بعملية قيصرية وفي هذا لاشك خطورة مع أن الجنين مؤكد وفاته بعد الولادة، وإذا كان هذا جائزاً فما هي أقصى مدة للحمل يمكن إسقاط الجنين فيها؟

ج4:
أقصى مدة للحمل يمكن إسقاطه فيها 4 أشهر، فإذا تم أربعة أشهر صار إنساناً، والإنسان لا يجوز قتله سواء كان مشوهاً أو سليماً بل يبقى فإن أراد الله له حياة صار حياً ، وإن كانت الأخرى صار ميتاً، لكن قد يقول قائل لو بقي هذا بعد أن تم له أربعة أشهر فإنه سوف يموت وتموت الأم بموته فالجواب وليكن هذا، مع أنه إذا مات أمكن إخراجه لأنه ليس في ذلك قتل. والخلاصة إسقاط الحمل قبل أربعة أشهر لا بأس به إذا دعت الحاجة إليه، إسقاطه بعد أربعة أشهر لا يمكن بأي حال من الأحوال لأنه صار إنساناً . أرءيتم لو كان شخصاً خرج من أمه مشوهاً هل يجوز أن نقتله؟ ، لا يجوز نفوض أمره إلى الله عز وجل ، على أنني أنا أقول لكم –وأنا لا أحب أن أقولها أمامكم- قرر بعض الأطباء في امرأة حامل أن ولدها مشوه في بطنها وأنه لابد من إسقاطه ولكن الأم والأب أبيا ذلك وقالا لا يمكن، فأراد الله عزوجل استمرار الحمل والولادة وصار هذا الجنين أجمل إخوانه!،سبحان الله ، والإنسان قد يخطئ في التقدير وعلى كل حال القاعدة التي ذكرت لكم هي الأساس، من أتم أربعة أشهر حرم إسقاطه، وما دون ذلك فلا بأس به للحاجة.



س5:
إذا تقرر لمريضة ما الولادة بعملية قيصرية لأن الجنين في حالة خطر ورفضت الأم خوفاً على نفسها من التخدير ومضاعفات العملية، وكان الزوج موافقاً على إجراء العملية، فهل يجوز إجبار الأم على إجراء العملية وإعطائها مخدراً بقوة، وفي حالة عدم جواز ذلك فهل يجوز لها قتل الجنين بعدم موافقتها على العملية؟

ج5:
أولاً لا يجوز لنا أن نتصرف في هذه المرأة بدون إذن فنشق بطنها لأن هذا عدوان عليها ومسألة الجنين ليس لها فيها دخل، هذا من الله عزوجل، ولكن يُشار عليها بتأكيد أن الأولى أن تأذن في إجهاضه بالقيصرية وأن هذا من الإحسان إلى نفسها وإلى جنينها وأما أن تجبر على هذا فلا، الإنسان كما هو حر بماله؛ حرٌّ ببدنه أيضاً.

س6:
تحتاج بعض النساء اللاتي وصلن إلى سن اليأس إلى هرمونات بديلة لمنع هشاشة العظام وأمراض القلب مع أن أخذ هذه الحبوب يسبب نزول دم من الرحم مثل دم الحيض ، فما حكم الصلاة مع نزول هذه الدماء، وهل هي استحاضة أم ماذا؟

ج6:
دم الحيض دم طبيعي ليس له سبب،فأما الدماء التي لها سبب فهي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للمستحاضة : (( إنما ذلكِ دم عِرْق))، فلا يكن حكمه حكم دم الحيض بل هو دم فساد، فالمرأة في هذه الحالة تصلي وتصوم ويأتيها زوجها إن كانت متزوجة ولا حرج عليها، وهذه القاعدة التي أسسها النبي صلى الله عليه وسلم وهي (( إنما ذلك دم عِرْق))، وهذا معلوم السبب فيكون عرقاً ليس له حكم الحيض.

س7:
في كثير من الأحيان يموت المريض دون أن نتوصل إلى تشخيص حالته المرضية خصوصاً مرضى العناية المركزة ، هل يجوز تشريح جثة المريض بعد الوفاة للتوصل إلى التشخيص حيث أن في ذلك فائدة عظيمة لعلاج الحالات المشابهة في المستقبل، مع العلم أن التشريح لا يحدث تشويهاً ظاهراً في الجثة وإن كان التشريح غير جائز فهل يجوز أخذ عينة بإبرة بعد الوفاة من أحد الأعضاء كالكبد أو الرئة؟

ج7:
 أولاً لا يجوز تشريح الميت إلا إذا دعت الضرورة إليه بمعنى أننا نحتاج أن نعرف سبب وفاته فهنا حاجة، والتشريح في وقتنا الآن لا يعتبر مثلى لأنه سيؤخذ عينة ثم يلائم الجسم بعضه إلى بعض ويزول التشويه والتمثيل لكن متى هذا؟؛ إذا دعت الحاجة فيما يتعلق بنفس الميت، أما ما كان مصلحة لغيره فلا كأن نعرف هذا المرض وكيف أدى إلى الوفاة فهذا لا يجوز لأن هذا من مصلحة الغير لا مصلحته، وأما ما يؤخذ عينة كبط الإبرة في الكبد وغيرها فلا أرى في هذا بأساً ، أولاً لأن الكبد وشبهها عضو باطني لا تضر فيه المثلة، ثانياً أنه شيء يسير إما دم أو نحوه فلا يضر.

س8:
 إذا علم الطبيب أن المريض يعاني من داء عضال كالسرطان مثلاً فهل يخبر المريض بهذا الأمر أم يتجه إلى التعريض ولا يصرّح به خشية أن يتأثر المريض نفسياً وكيف يتصرف الطبيب إذا سأله المريض سؤالاً مباشراً ومحدداً عن طبيعة المرض، هل يقول الصدق مهما كانت النتائج، أم كيف يتصرف؟

ج8:
 هذا يختلف باختلاف المرضى، من المرضى من هو قوي في الشخصية، ولا يهمه أن يكون مرضه مهلكاً أو غير مهلك، فهذا يجب أن يُخبر بالواقع لأن المريض قد يكون له علاقات خاصة في أهله أو عامة مع الناس يحتاج إلى أن يصحح ما كان خطأ فهنا لابد من إخباره والحمد لله، أما إذا كان المريض ضعيف الشخصية ويخشى إذا أخبر بالواقع وهو أن هذا المرض يهلك يتأثر أكثر ويكون همه هذا المرض، ومعلوم أن المريض إذا ركز على المرض وصار المرض همه ؛ أنه يزداد مرضاً، لكن إذا تغافل عنه وتناساه وكأن لم يكن به شيء فهذا من أكبر أسباب العلاج ، فالمسألة تختلف باختلاف الناس.

س9:
 ما هو ضابط ارتكاب المحظور لإبقاء النفس حية، وهذا المحظور ينافي ضرورة أولى من النفس وهو الدين، مثال ذلك: يشرع أكل الميتة لمن خشي الهلاك بينما يحرم شرب السم وكذا تحرم النشرة وعلى قولكم تحرم زراعة الأعضاء مع أن تحقق فائدتها تقرب إلى الظنّ القوي؟

ج9:
الفرق إن أكل الميتة للمضطر يتأكد به دفع الضرورة ، ووجود الضرورة إليه، أولاً أن الضرورة داعية إلى الأكل، إذ أنه لو لم يأكل لهلك، ثانياً يتأكد به اندفاع الضرورة أما ما سوى ذلك فإنه لا يحصل فيه هذا إما ألا يكون مضطراً إليه وإما ألا تندفع به الضرورة ولنفرض هذا في شرب الخمر مثلاً، لو قال الطبيب إنه لا يشفيك إلا شرب الخمر، قلنا لا يجوز شرب الخمر، أولاً لأن الإنسان ليس في ضرورة إليه فقد يشفى المريض بدون دواء، ثانياً أننا لا نتأكد اندفاع الضرورة به ، إذ قد يستخدم المريض الدواء الناجح النافع ثم لا ينتفع به المريض وهذا شيء مشاهد، بخلاف أكل الميتة للمضطر ، ولهذا قال العلماء لو غصّ الإنسان بلقمة وليس عنده إلا كأس خمر فلا بأس أن يشرب الخمر ليدفع اللقمة فقط ثم يتوضأ ، لأننا هنا تأكدنا الضرورة إلى شربه وثانياً تأكدنا اندفاع الضرورة  بشربه.  



س10:
كثير من الأسئلة تأتي حول الدوام، وأنتم نبهتم في ذلك لكن لا بأس من ذكر بعضها سريعاً..، بعضهم يقول أنه يخرج بعض الأيام قبل نهاية الدوام بنصف ساعة أو ساعة لأن رئيسه المباشر لا يمانع في ذلك، وبعضهم يقول أخرج لكي أستفيد من الوقت في شيء آخر لأنه لا يوجد لي مسئوليات طبية مباشرة للمرضى وخصوصاً أنه يمضي بعض أوقات خارج الدوام من أجل أعمال لها علاقة بالعمل؟

ج10:
نقول لهؤلاء هل العمل ميداني أو وقتي..؟، إن كان ميدانياً فنعم، إن لم يكن لديك عمل اذهب، وإن كان عملك وقتياً فلابد أن تستوعب جميع الوقت وإن لم يكن لك شغل، وأما إذا وافق المدير المباشر فهذا يُنظر ، إذا كان له الحق في ذلك فيما إذا أذن له يوماً أو يومين فلا حرج ، وإن لم يكن له الحق في ذلك فلا تنفع رخصته فيه.

س11:
 أنتم تقولون حفظكم الله بوجود نوعين من العلاج وذكرتم قصة من سئل من بعض الصحابة عن العلاج بالرقية الشرعية ، وبإذن من الله وأمره ينفع هذا العلاج وقد لا ينفع، وربما تحدث مرات بنجاحه وأخرى لا تحدث، يقول نحن نعاني كثيراً يا شيخنا من مرضى يختارون هذا النوع الطيب من العلاج ويرفضون العلاج الذي نزودهم به فهل يجوز لهم هذا علماً بأننا نعلم علم اليقين أنه بإذن الله تعالى أن لنا بعض العلاجات النافعة و بعض الأحيان الكثيرة ينتهي هؤلاء المرضى بعاهات مزمنة أو بالموت؟

ج11:
أرى أن يجمع الإنسان بين هذا وهذا ولا منافاة بأن يجمع بين الرقية الشرعية وكذلك الأدوية الحسية ولا مانع، ولكن هل تناول الدواء واجب على المريض أو غير واجب ؟ هنا السؤال، أصح الأقوال للعلماء أنه ليس بواجب وأن للإنسان أن يمتنع من المعالجة ولا يعد قاتلاً لنفسه لأنه ليس الذي أحدث المرض بنفسه ثم إنه قد يعالج ولا ينجح كما هو مشاهد وقد يبرأ بدون معالجة ، فالصواب أن المعالجة ليست واجبة إلا فيما علمنا الضرورة إليه كما لو كان المرض في عضو من الأعضاء وقرر الأطباء أن يقطع وأنه إن لم يقطع سرى إلى جميع البدن، فهنا نعم نقول للمريض يجب عليك أن تمكّن الأطباء من قطع هذا العضو كما فعل الخضر حين خرق السفينة فقال له موسى ( أخرقتها لتغرق أهلها ) فبين له أن أمامهم ملك يأخذ السفن الصالحة غصباً وأنه خرقها من أجل أن تسلم من ظلم هذا الملك.



س12:
حصل الحمل لامرأة عن طريق الأنابيب (التلقيح خارج الرحم)، وأصبح ولله الحمد لديها ثلاثة أجنة وقال لها الأطباء أن الثالث ضعيف جداً ووجوده يؤثر على الاثنين ، علماً أن ذلك في الأشهر الأولى، فما الحكم ، هل تسقطه؟

ج12:
أنا لا أُفتي بطفل الأنابيب ، فليوجّه هذا السؤال إلى من يفتي بجوازه.

س13:
هناك أسئلة كثيرة حول تبرج النساء في المستشفى ، و وضع السكرتيرات للأطباء وغيره، فكلهم يطلبون توجيه كلمة؟

ج13:
 والله يا أخوان لو وجهت ألف كلمة ما في فائدة..، هذا لا يمكن علاجه إلا عن طريق المسئولين فنسأل الله أن يوفقهم للصواب، ومن المعلوم أنه يمكن أن يجعل مستشفاً كامل للنساء ومثله للرجال ولا مانع، لكن سبحان الله المسألة عندي ملتبسة، هل أريد بنا شرّ في إلزامنا بمثل هذا الأمر أم ماذا؟!!، وعلى كل حال كما قلت لا ينفع فيه النصح ، هذا ينفع فيه القوة من المسؤولين !!.

س14:
هذا أخ صرّح بسؤاله وهو يعرف رأيكم في مجال نقل الأعضاء، لعلك لمست الموضوع قبل قليل، ولكنه يقول أنا أحد العاملين في مجال نقل الأعضاء وسمعت أن لكم رؤية معينة في قضية نقل الأعضاء، أفيدونا أثابكم الله، هو أكثر من سؤال في الحقيقة.....؟

ج14:
 أنا أرى أن نقل الأعضاء محرم ولا يحلّ، وقد صرّح فقهاء الحنابلة بأنه لا يجوز نقل العضو حتى لو أوصى به الميت فإنها لا تنفذ وصيته، فالإنسان لا يملك نفسه، هو مملوك ولهذا قال الله عزوجل : (( ولا تقتلوا أنفسكم))،وحرم على الإنسان إذا كان البرد يضره ألا يغتسل فليتمم حتى يجد ماءً دافئاً ، وليس للإنسان أن يأذن لشخص فيقول يا فلان اقطع إصبعا من أصابعي فكيف بالعضو العامل كالكلية والكبد وما أشبهها، وأنا أعجب كيف يتبرع الإنسان بعضو خلقه الله فيه ولا شك أن له مصلحة كبيرة ودور بالغ في الجسم ، أيظن أحد أن الله خلق هاتين الكليتين عبثاً؟!!، لا يمكن، لابد أن لكل واحدة منهما عمل، ثم إذا نزعت إحداهما وأصيبت الأخرى بمرض أو عطب، ماذا يحدث؟ أجيبوا يا أطباء، يموت..!، وأن لا تجعل الأوادم كالسيارات لها ورش وقطع غيار وما أشبه ذلك..



س15:
 في حالة المتوفى دماغياً الذي تثبت وفاته دماغياً ، هنالك من يقوم بتبليغ الأهل ومعرفة حالته، والوفاة الدماغية متأكدة طبياً، مثل هؤلاء يطلب من أهل المتوفى دماغياً  التبرع بأعضائه ويفعلون ذلك، فهل ترى نفس المحظور في ذلك؟

ج15:
 هذا أشد، لأن أولياء الميت ليس لهم حق أن يتصرفوا في الميّت.

س16:
والتبرع بالدم..؟

ج16:
 والتبرع بالدم لا بأس به بشرط أن لا يتضرر المتبرع وأن ينتفع المتبرع له، لأن الدم بإذن الله عزوجل يخلفه غيره بخلاف العضو.

س17:
يوجد بعض العلاجات الشعبية أو المستحضرات الطبية تحتوي نسب قليلة من الكحول تتراوح بين الواحد إلى الثلاثة في المائة، والذي يأخذ هذه الأدوية والعلاجات لا يعرف أنها تحتوي نسبة من الكحول ، هل يجوز استعمالها وشربها والتداوي بها وكذلك هل يجوز بيعها ووصفها؟

ج17:
 النسبة اليسيرة من الكحول لا تضر، 3% لا تؤثر فلا بأس، وكثير من الأدوية أسمع أنها لا يمكن أن تبقى زمناً طويلاً إلا إذا صار فيها شيء من الكحول فلا بأس بهذا، أما إن كثر كأن يبلغ 50% أو 60% فلا يجوز.

س18:
هل يجوز للطبيب أن يمارس نوعاً من العلاج دون خبرة على المرضى على الرغم من وجود من هو أعلم منه في هذا المجال؟

ج18:
 لا يحل للطبيب أن يجعل أجساد بني آدم محلاً للتعلم وإذا كان الرجل الذي يفتي الناس لا يجوز أن يفتي إلا بعلم فكذلك الطبيب.



س19:
 في عمل التحاليل الطبية يرسل الطبيب لعمل بعض التحاليل الخاصة بالجينات لطفل مريض، وبعض الأحيان نقوم بتحاليل للأبوين للتأكد من صحة النتيجة، فبعد استكمال التحاليل الطبية للطفل والأبوين ؛ نستنتج بنسبة عالية جداً أن هذا الطفل لا ينتمي للأب فماذا يكون العمل في هذه الحالة كمسئولين في المختبر؟

ج19:
الطفل لأبيه حتى وإن كنا بعد الاختبارات التي ذكرت يغلب على ظننا أنه ليس له ويدل على هذا أن رجلاً أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن امرأتي ولدت غلاماً أسود و هو ليس أسود والأم ليست سوداء، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: ما ألوانها؟ قال: حُمر، قال : هل فيها من أورق ( بين الأسود والأبيض) قال : نعم. قال : فأنى لها ذلك؟ قال: لعله نزعه عرق. فقال: فابنك لعله نزعه عرق. ولما تنازع سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام قال له سعد يا رسول الله هذا ابن أخي عتبة عهد به إلي وانظر شبهي، وقال عبد زمعة إنه أخي ولد على فراش أبي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( الولد للفراش وللعاهر الحجر))، فنفى أن يكون لعتبة مع أن فيه شبهاً بيّناً ، والحاصل أن الولد لأبيه وإن أظهرت التحاليل أنه ليس منه.

س20:
 ذكرتم حفظكم الله أنكم ستخبرنا ببعض الكتب في الرقية الشرعية نرجو منكم ذكرها؟

ج20:
 من ذلك كتاب زاد المعاد لابن القيم رحمه الله فإنه ذكر طائفة كثيرة من هذا، ومن ذلك الوابل الصيب في الكلم الطيب لابن القيم أيضاً، ومن ذلك الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد انتقى الألباني رحمه الله الأحاديث الصحيحة منه ووضعها في كتاب مستقل، ومن ذلك كتاب الأذكار للنووي مع ما فيه من أحاديث في صحتها نظر.

س21:
 كيف نتعامل مع المرضى الذين في حالة غيبوبة أو في شبه غيبوبة وهم على هذا الحال منذ خمس سنوات أو أكثر؟

ج21:
 يجب أن تكون لجنة من المستشفى تنظر في حالهم، لأنها هذه مشكلة فسيشغلون مكاناً في المستشفى وهم لا ينتظر أن ينفع فيهم العلاج، فهؤلاء يمكن أن تقرر اللجنة بأن ينقلوا إلى أهليهم.



س22:
 هل يجوز استعمال الحيوانات مثل الفأر والأرنب وغيرها حقلاً للتجارب، وقد تحقن بمواد سامّة، قد يظهر على هذه الحيوانات أورام سرطانية وتتألم هذه الحيوانات وقد تقتل، و تدرس عليها عدة دراسات تنفع الإنسان؟

ج22:
 هذه في الحقيقة يتجاذبها أصلان، الأصل الأول أن جميع ما في الأرض مخلوق لنا(( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً)) فكل ما في الأرض فهو من صالحنا، هذا الجانب يرجح أن نجري التجارب على هذه الحيوانات وإن كانت تتألم لما في ذلك من المصلحة، وأما الجانب الآخر فهو نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تعذيب الحيوان وأمره بإحسان القتلة وإحسان الذبحة فالمسألة تحتاج إلى نظر ونسأل الله أن يلهمنا الصواب.

س23:
هل يجوز شرعاً التبرع بنقيّ العظم( المادة التي في داخل العظم) من شخص لآخر وهذا فيه (ينوّم الشخص الذي تؤخذ منه المادة ولا تضره بإذن الله لأن الجسم يجددها)..؟

ج23:
إذا كان يخلفه غيره، ولا خطر على المريض منه فهو كالدم تماماً، بمعنى أنه جائز.

س24:
هل يأثم من يعاشر غير المسلمين ولا يدعوهم إلى الإسلام؟

ج24: لا شك أنه ترك واجباً، لأن الله أمر بالدعوة إلى الإسلام و ما أقرب بعض الأطباء إلى الإسلام ، فالذي أوصيكم به وهو ينبغي أن يكون مع الوصايا السابقة أن تدعوا هؤلاء النصارى أو غير النصارى إلى الإسلام، وتعطوهم الكتب التي يقرؤونها أو الأشرطة التي يسمعونها بلغتهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: (( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)) ، خير لك من الإبل الحمراء وهي أشرف الأموال عند العرب في ذلك الوقت فالذي أوصيكم به دعوة هؤلاء إلى الإسلام على الأقل حتى يعرفوا أن الإسلام هو الدين، أما إذا سكت عنهم فإنهم يقولون كل على دينه ولا أحد يدعوا أحداً إلى دينه حتى لو فُرِض أنه من وسائل دعوتهم أن تدعوه إلى البيت وتكرمه فلا بأس.

س25:
ذهبنا إلى مكة في عمرة الأربعاء والخميس والجمعة ثم جمعنا العصر بعد صلاة الجمعة ركعتين قصر وجمع فما حكم ذلك؟

ج25: الواجب عليهم الآن أن يعيدوا صلاة العصر قصراً لأن الصلاة التي ضمّوها إلى جمعة تكون نفلاً ولا تجزيء عن الفريضة فإن صلاة الجمعة صلاة مستقلة فذة لا نظير لها ولا يُجمَع لها ما بعدها.


س26:
هل الطبيب ملزم ببدء العلاج الإنعاشي ( إنعاش القلب) للمريض الذي لا يُرجى برؤه إذا علم أن أثر ذلك العلاج فقط في إطالة حياة المريض بإذن الله على الأجهزة الصناعية فقط والموت على تلك الأجهزة؟

ج26:
هو بارك الله فيكم حتى لو طالت حياته في هذا الحال فلا فائدة من حياته لأنه ليس عنده نية في قلبه ولا قول باللسان ولا عمل بالأركان فلن يستفيد، وقد صدر في هذا فتوى من هيئة كبار العلماء ولعلها وزعت على وزارة الصحة وغيرها فيرجع إليها.

س27:
 يفهم من كلامكم أن العلة في إباحة التبرع بالدم هو تجدده ، ألا يمكن أن يشمل ذلك الأعضاء التي تشبه ذلك مثل الكبد فلو ثبت طبياً أنها تتجدد فهل يسمح بالتبرع بها وخصوصاً أن هنالك بعض العمليات يؤخذ جزء من الكبد ولا يؤخذ كل الكبد ويزرعونه في المريض؟

ج27:
 أقول إذا صحّ هذا أنه إذا أخذ جزء من الكبد فإنه ينبت بدله جزء آخر فهي كالدم، العلة واحدة، لكني في شك إذا أخذت الكبد كلها ، لا أظن أنه ينبت شيء، العلة يجول الحكم معها وجوداً وعدماً.

رحم الله الشيخ محمداً وجزاه خيراً على ما بذل للأمة من علم










يتم الحصول على المحاضرة مسموعة أو مرئية من الاستقامة للإنتاج الإعلامي والتوزيع