الخميس، 21 نوفمبر 2013

شرح معلقة طرفه ابن العبد 5

شرح معلقة طرفه ابن العبد 5

المساماة : المباراة في السمو وهو العلو ، الكور : الرحل بأداته ، والجمع

الاكوار والكيران ، وواسط له كالقربوس للسرج ، العوم : السباحة ، والفعل

عام يعوم عوما ، الضبع : العضد ، النجاء : الإسراع ، الخفيدد : الظليم ، ذكر

النعام يقول : إن شئت جعلت رأسها موازنا لواسط رحلها في العلو من فرط

نشاطها وجذبي زمامها إلى وأسرعت في سيرها حتى كأنها تسبح بعضديها

إسراعا مثل إسراع الظليم ..

يقول : على مثل هذه الناقة امضي في أسفاري حين بلغ الأمر غايته ،

يقول صاحبي : ألا ليتني افديك من مشقة هذه الشقة فأخلصك منها وأنجي

نفسي..

خاله : أي ظنه ، والخيلولة الظن ، المرصد : الطريق ، والجمع المراصد ، وكذلك

المرصاد . يقول : وارتفعت نفسه أي زال قلبه عن مستقره لفرط خوفه فظنه

هالكا وإن أمسى على غير الطريق يقول: إن صعوبة هذه الفلوت جعلته يظن

أنه هالك وإن لم يكن على طريق يخاف قطاع الطريق ..

يقول : إذا القوم قالوا من فتى يكفي مهما أو يدفع شرا ؟ فعلت أنني المراد

بقولهم فلم اكسل في كفاية الهم ودفع الشر ولم أتبلد الميما ، وعنيت من

قولهم عني يعنى عنيا بمعنى اراد ، ومنه قولهم : يعني كذا أي يريده ،

وايش تعني بهذا أي ايش تريد بهذا ، ومنه خنى وهو المراد ، والجمع المعاني..

الإحالة : الإقبال هنا ، القطيع : السوط ، الإجذام : الإسراع في السير ، الآل :

مايرى شبه السراب طرفي النهار ، والسراب ما كان نصف النهار ، الأمعز: مكان

يخالط ترابه حجارة أو حصى ، وإذا حمل على الأرض أو البقعة قيل العزاء ،

والجمع الأماعز يقول : أقبلت على الناقة أضربها بالسوط فأسرعت في السير

في حال خيب آل الأماكن التي اختلطت تربتها بالحجارة والحصى..

الذيل : التبختر ، والفعل ذال يذيل ، الوليدة : الصبية والجارية ، وهي في البيت

بمعنى الجارية ، السحل : الثوب الابيض من القطن وغيره يقول : فتبخترت

هذه الناقة كما تتبختر جارية ترقص بين يدي سيدها فتريه ذيل ثوبها الابيض

الطويل في رقصها ، شبه الشاعر تبخترها في السير بتبختر الجارية في الرقص ،

وشبه طول ذنبها بطول ذيلها..

الحلال : مبالغة الحال من الحلول ، التلعة : ما ارتفع من مسيل الماء وانخفض

عن الجبال أو قرار الأرض ، والجمع التلعات والتلاع ، الرفد والأرفاد : الإعانة ،

والاسترفاد الاستعانة يقول : أنا لاأحل التلاع مخافة حلول الأضياف بي أو غزو

الأعداء اياي ولكني أعين القوم إذا استعانوا بي إما في قرى الأضياف ، واما

في قتال الأعداء والحساد..

البغاء : الطلب ، والفعل بغى يبغي ، الحلقة تجمع على الحلق بفتح الحاء

واللام وهذا من الشواذ ، وقد تجمع على الحلق مثل بدرة وبدر وثلة وثلل ،

الحانوت : بيت الخمار ، والجمع الحوانيت ، الاصطياد : الاقتناص يقول :

وإن تطلبني في محفل القوم تجدني هناك ، وان تطلبني في بيوت الخمارين

تصطدني هناك يريد أنه يجمع بين الجد والهزل ..

الصمد : القصد ، والفعل صمد يصمد ، والتصميد مبالغة الصمد يقول :

وإن اجتمع الحي للافتخار تلاقني أنتمي وأعتزي إلى ذروة البيت الشريف

أي إلى اعلى الشرف يريد أنه أوفاهم حظا من الحسب وأعلاهم سهما من

النسب ، قوله : تلاقني إلى ، يريد أعتزي إلى فحذف الفعل لدلالة الحرف عليه..

الندامى : وجمع الندمان وهو النديم ، وجمع النديم ندام وندماء ، وصفهم بالبياض

تلويحا إلى انهم احرار ولدتهم حرائر ولم تعرف الإماء فيهم فتورثهم ألوانهن ،

أو وصفهم بالبياض لاشراق أولوانهم وتلألؤ غررهم في الأندية والمقامات إذ

لم يلحقهم عار يعيرون به فتتغير ألوانهم لذلك ، أو وصفهم بالبياض لنقائهم من

العيوب ، لأن البياض يكون نقيا من الدرن والوسخ ، أو لاشتهاهِم ، لأن الفرس

الأغر مشهور فيما بين الخيل ، والمدح بالبياض في كلام العرب لايخرج من

هذه الوجوه ، القينة : الجارية المغنية ، والجمع القينات والقيان ، المجسد :

الثوب المصبوغ بالجساد والزعفران ، ويقال بل الثوب الذي أشبع صبغة فيكاد

يقوم من إشباع صبغة ، والمجسد لغة فيه ، وقال جماعة من الأئمة : بل

المجسد الثوب الذي يلي الجسد ، والمجسد ما ذكرنا ، والجمع المجاسد

يقول : نداماي احرار كرام تتلالأ ألوانهم وتشرق وجوههم ومغنية تأتينا رواحا

لابسة بردا أو ثوبا مصبوغا بالزعفران أو ثوبا مشبع الصبغ..

الرحب والرحيب واحد ، والفعل رحب رحبا ورحابة ورحبا ، قطاب الجيب :

مخرج الرأس منه ، الغضاضة : نعومة البدن ورقة الجلد ، والفعل غض يغض

ورض يبض ، المنجرد : حيث تجرد أي تعرى يقول : هذه القينة واسعة الجيب

لإدخال الندامى ايديهم في جيبها للمسها . ثم قال : هي رقيقة على جس

الندامى إياها ، وما يعرى من جسدها ناعم اللحم رقيق الجلد صافي اللون ،

والجس : اللمس ، والفعل جس يجس جسا ..

اسمعينا : أى غنينا ، البري والانبراء والتبرى : الاعتراض للشيء والأخذ فيه ،

على رسلها : أي على تؤدتها ووقارها ، المطروقة : التي بها ضعف ، ويروى

مطروفة ، وهى التى اصيب طرفها بشيء أي كأها أصيب طرفها لفتور نظرها

يقول : إذا سألناها الغناء عرضت تغنينا متئدة في غنائها على ضعف نغمتها

لا تشدد فيها ، أراد لم تشدد فحذف إحدى التاءين استثقالا لهما في صدر الكلمة

ومثله تنزل الملائكة ، نارا تلظى ، وأنت عنه تلهى ، وما أشبه ذلك ..

الترجيع : ترديد الصوت وتغريده ، الظئر : التي لها ولد ، والجمع الاظآر ، الربع من

ولد الأبل : ما ولد في اول النتاج ، الردى :الهلاك ، والفعل ردي يردى ، والإرداء

الاهلاك ، والتردي مثل الردى يقول : إذا طربت في صوتها ورددت نغمتها حسبت

صوتها اصوات نوق تصيح عند جؤارها على هالك ، شبه الشاعر صوتها بصوتهن

في التحزين ، ويجوز أن تكون الاظآر النساء ، والربع مستعار لولد الانسان ،

فشبه صوتها في التحزين والترقيق بأصوات النوادب والنوائح على صبي هالك..


-----------------------------------------------------------------------
الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا

شرح معلقة طرفه ابن العبد 4

شرح معلقة طرفه ابن العبد 4

الجنوح مبالغة الجانحة : وهي التي تميل في أحد الشقين لنشاطها في السير ،

الدفاق : المندفقة في سيرها أي المسرعة غاية الإسراع ، العندل : العظيمة الرأس ،

الإفراع : التعلية ، يقال : فرعت الجبل أفرعة فرعا إذا علوته ، وتفرعته أيضا

وأفرعته غيري أي جعلته يعلوه ، المعالاة والإعلاء والتعلية واحد ، والتصعيد

مثلها يقول : هذه الناقة شديدة الميلان عن سمت الطريق لفرط نشاطها في

السير مسرعة غاية الإسراع عظيمة الرأس وقد عليت كتفاها في خلق معلى

مصعد ، وقوله : في معالي ، يريد في خلق معالي أو ظهر معالي ، فحذف

الموصوف اجتزاء بدلالة الصفة عليه ، ويجوز في الجنوح الرفع والجر ..

العلب : الأثر ، والجمع العلوب ، وقد علبت الشيء علبا إذا أثرت فيه ، النسع :

سير كهيئة العنان تشد به الأحمال ، وكذلك النسعة ، والجمع الانساع والنسوع

والنسع ، المورد وهو الماء الذي يورد ، الخلقاء : الملساء ، والأخلق الأملس ،

وأراد من خلقاء ، أي من صخرة خلقاء ، فحذف الموصوف ، القردد : الأرض الغليظة

الصلبة التي فيها وهاد ونجاد . يقول : كأن آثار النسع في ظهر هذه الناقة

وجنبيها نقر فيها ماء من صخرة ملساء في أرض غليظة متعادية فيها وهاد

ونجاد . شبه الشاعر آثار النسع أو الانسان بالنقر التي فيها الماء في بياضها ،

وجعل جنبها صلبا كالصخرة الملساء ، وجعل خلقها في الشدة والصلابة كالأرض

الغليظة ..

الأتلع : الطويل العنق ، النهاض : مبالغة الناهض ، البوصي : ضرب من السفن ،

السكان : ذنب السفينة يقول : هي طويلة العنق فإذا رفعت عنقها أشبه ذنب

السفينة في دجلة تصمد . قوله : إذا صعدت به ، أى بالعنق ، والباء للتعدية ،

جعل عنقها طويلا سريع النهوض ، ثم شبه في الارتفاع والانتصاب بسكان

السفينة في حال جريها في الماء ..

الوعي : الحفظ والاجتماع والانضمام ، وهو في البيت على المعنى الثاني ،

الحرف : الناحية ، والجمع الأحرف والحروف يقول : ولها جمجمة تشبه العلاة

في الصلابة فكأنما انضم طرفها إلى حد عظيم يشبه المبرد في الحدة والصلابة ،

الملتقى : موضع الالتقاء وهو طرف الجمجمة لأنه يلتقي به فراش الرأس ..

قوله : كقرطاس الشآمي يعني كقرطاس الرجل الشآمي ، فحذف الموصوف

اكتفاء بدلالة الصفة عليه ، المشفر للبعير : بمنزلة الشفة للانسان ، والجمع

الشافر ، السبت : جلود البقر المدبوغة بالقرط ، وقوله : كسبت اليماني ، يريد

كسبت الرجل اليماني ، التجريد : اضطراب القطع وتفاوته شبه خدها في

الانملاس بالقرطاس ومشفرها بالسبت في اللين واستقامة القطع ..

الماوية : المرآة ، الاستكنان : طلب الكن ، الكهف : للغار ، الحجاج : العظم

المشرف على العين الذي هو منبت شعر الحاجب ، والجمع الأحجة ، القلت :

النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء ، والجمع القلات ، المورد : الماء .

هنا يقول : لها عينان تشبهان مرآتين في الصفاء والنقاء والبريق وتشبهان ماء

في القلت في الصفاء ، وشبه عينيها بكهفين في غورهما ، وحجاجيها بالصخرة

في الصلابة ، قوله : حجاجي صخرة أي حجاجي من صخرة ، كقولهم : باب حديد

أي باب من حديد..

يقول : عيناها تطرحان وتبعدان القذى عن أنفسهما ، ثم شبههما بعيني بقرة

وحشية لها ولد وقد أفزعها صائد أو غيره ، وعين البقرة الوحشية في هذه

الحالة أحسن ما تكون..

التوجس التسمع ، السرى : سير الليل ، الهجس : الحركة التنديد ك رفع الصوت

يقول : ولها أذنان صادقتا الاستماع في حال سير الليل لا يخفى عليهما السر

الخفي ولا الصوت الرفيع ..

التأليل : التحديد والتدقيق من الآلة وهي الحربة وجمعها آل وإلال ، وقد أله يؤله


ألا إذا طعنه بالالة ، والدقة والحدة تحمدان في آذان الإبل ، العتق : الكريم والنجابة

، السامعتان : الأذنان ، الشاة : الثور الوحشي ، حومل : موضع بعينه يقول :

لها أذنان محددتان تحديد الالة تعرف نجابتها فيهما وهما كأذني ثور وحشي

منفرد في الموضع المعين ، وخص المفرد لأنه اشد فزعا وتيقظا واحترازا ..


الأروع : الذي يرتاع بكل شيء لفرط كائه، النباض : الكثير الحركة ، مبالغة النابض

من نبض ينبض نبضانا ، الأحذ: الخفيف السريع ، الململم : المجتمع الخلق

الشديد الصلب ، المرداة : الصخرة التي تكسر بها الصخور، الصفيحة : الحجر

العريض ، والجمع الصفائح والصفيح ، المصمد : المحكم الموثق . يقول : لها قلب

يرتاع لادنى شيء لفرط ذكائه ، وهو سريع الحركة خفيف صلب مجتمع الخلق

يشبه صخرة تكسر بها الصخور في الصلابة فيما بين اضلاع تشبه حجارة عراضا

محكمة ، شبه القلب بين الاضلاع بحجر صلب بين حجارة عراض . وقوله :

كمرداة صخر ، أى كمرداة من صخر . مثل قولهم : هذا ثوب خز ، وقوله : في

صفيح ، أى فيما بين صفيح ، والمصمد نعت للصفيح على لفظه دون معناه

الاعلم المشقوق الشفة العليا ، المخروت : المثقوب ، والخرت الثقب ، المارن :

ما لان من الانف يقول : ولها مشفر مشقوق ومارن انفها مثقوب وهي عندما

ترمي الارض بأنفها ورأسها تزداد في سيرها ..

الإرقال : دون العدو وفوق السير ، الإحصاد : الإحكام والتوثيق يقول : هي مذللة

مروضة فإن شئت اسرعت في سيرها ، وإن شئت لم تسرع مخافة سوط ملوى

من الجلد موثوق ..
 -----------------------------------------------------------------------
الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا

شرح معلقة طرفه ابن العبد : 3

 شرح معلقة طرفه ابن العبد : 3
إياة الشمس وإياها : شعاعها ، اللثة : مغرز الأسنان ، والجمع اللثات ، الإسفاف :

إفعال سففت الشيء أسفه سفا ، الإثمد : الكحل ، الكدم : العض . ثم وصف

ثغرها فقال : سقاة شعاع الشمس ، أي كأن الشمس أعارته ضوءها .

ثم قال : إلا لثاته ، يستثنى اللثات لأنه لا يستحب بريقها . ثم قال : إلا لثاته ،

يستثنى اللثات لأنه لا يستحب بريقها . ونساء العرب تذر الإثمد على الشفاه

واللثات فيكون ذلك أشد لمعان الأسنان..

التخدد : التشنج والتغضن يقول : وتبسم عن وجه كأن الشمس كسته ضياءها

وجمالها ، فاستعار لضياء الشمس اسم الرداء ، ثم ذكر ان وجهها نقي اللون

غير متشنج متغضن . وصف وجهها بكمال الضياء والنقاء والنضارة ، وجر الوجه

عطفا على ألمى ..

الاحتضار والحضور واحد ، العوجاء : الناقة التي لا تستقيم في سيرها لفرط

نشاطها ، المرقال : مبالغة مرقل من الإرقال : وهو بين السير والعدو يقول :

وإني لأمضي همي وأنفذ إرادتي عند حضورها بناقة نشيطة في سيرها تخب

حببا وتذمل ذميلا في رواحها واغتدائها ، يريد أنها تصل سير الليل بسير النهار ،

وسير النهار بسير الليل ، يقول : وإني لأنفذ همي عند حضوره بإتعاب ناقة

مسرعة في سيرها ..

الأمون : التي يؤمن عثارها ، الإران : التابوت العظيم ، نصأتها ، بالصاد ، زجرتها

. ونسأتها ، بالسين ، أي ضربتها بالنسأة ، وهي العصا ، اللاحب : الطريق الواضح ،

البرجد : كساء مخطط يقول : هذه الناقة الموثقة الخلق يؤمن عثارها في سيرها

وعدوها ، وعظامها كألواح التابوت العظيم ، ضربتها بالمنسأة على طريق واضح

كأنه كساء مخطط في عرضه الأمون : التي يؤمن عثارها ، الإران : التابوت

العظيم ، نصأتها ، بالصاد ، زجرتها . ونسأتها ، بالسين ، أي ضربتها بالنسأة ،

وهي العصا ، اللاحب : الطريق الواضح ، البرجد : كساء مخطط يقول : هذه

الناقة الموثقة الخلق يؤمن عثارها في سيرها وعدوها ، وعظامها كألواح

التابوت العظيم ، ضربتها بالمنسأة على طريق واضح كأنه كساء مخطط في عرضه..

الجمالية : الناقة التي تشبه الجمل في وثاقة الخلق ، الوجناء : المكتنزة

اللحم ، الرديان : عدو الحمار بين متمرغة وأربه ، السفنجة : النعامة ، تبري:

تعرض ، والبري والانبراء واحد كذلك التبري ، الأزعر : القليل الشعر ، الاربد

كالذي لونه لون الرماد يقول : أمضي همي بناقة تشبه الجمل في وثاقة

الخلق مكتنزة اللحم تعدو كأنها نعامة تعرض لظليم قليل الشعر يضرب لونه

إلى لون الرماد ، شبه عدوها بعدو النعامة في هذه الحال..

باريت الرجل : فعلت مثل فعله مغالبا له ، العتاق : جمع عتيق ، وهو الكريم ،

الناجيات : المسرعات في السير ، الوظيف : ما بين الرسغ إلى الركبة وهو

وظيف كله ، المور : الطريق ، المعبد : المذلل ، والتعبيد : التذليل والتأثير

يقول : هي تباري إبلا كراما مسرعات في السير وتتبع وظيف رجلها وظيف

يدها فوق طريق مذلل بالسلوك والطء بالاقدام والحوافر والمناسم في السير..

التربع : رعي الربيع والإقامة بالمكان واتخاذه ربعا ، القف : ما غلظ من الارض

وارتفع لم يبلغ أن يكون جبلا ، والجمع قفاف ، الشول : النوق التي جفت

ضروعها وقلت ألبانها ، الواحدة شائلة ، بالتاء لا غير . ويقال : ناقة شائل وجمل

شائل . والشول : الارتفاع ، الارتعاء : الرعي ، الحدائق : جمع حديقة ، وهى كل

روضة ارتفعت أطرافها وانخفض وسطها ، والحديقة البستان أيضا ، المولي :

الذي أصابه الولي وهو المطر الثاني من أمطار السنة ، سر الوادي وسراته :

خيره أفضله كلأ ، والجمع الأسرة الأسرار ، الاغيد : الناعم الخلق ، وتأنيثه غيداء ،

والجمع غيد ، ومصدره الغيد ، يقول : رعت هذه الناقة أيام الربيع كلا القفين ،

بين نوق جفت ضروعها وقلت ألبانها ترعى في حدائق واد قد وليت أسرتها وهو

مع ذلك ناعم التربة . وقوله : حدائق مولي الأسرة ، تقديره حدائق واد مولي

الأسرة ، فحذف الموصوف ثقة بدلالة الصفة عليه..

الريع : الرجوع ، والفعل راع يربع ، الإهابة : دعاة الإبل وغيرها ، يقال أهاب بناقته

إذا دعاها ، الاتقاء : الحجز بين شيئين ، يقال : اتقى قرنه بترسه إذا جعل حاجزا

بينه وبينه ، وقوله : بذي خصل ، أراد بذنب ذي خصل ، فحذف الموصوف اكتفاء

بدلالة الصفة عليه ، والخصل جمع خصلة من الشعر وهي قطعة منه ، الروع :

الافزاع ، والروعة فعلة منه ، وجمعها الروعات ، الأكلف : الذي يضرب إلى السواد ،

الملبد : ذو وبر متلبد من البول والثلط وغيره ، روعات أكلف أي روعات فحل اكلف ،

فحذف الموصوف يقول : هي ذكية القلب ترجع إلى راعيها وتجعل ذنبها حاجزا

بينها وبين فحل تضرب حمرته إلى السواد متلبد الوبر ، يريد أنها لايمكنه من ضرابها

فلا تلقح ، وإذا لم يصل الفحل إلى ضرابها لم تلقح وإذا لم تلقح كانت مجتمعة

القوى وافرة اللحم قوية على السير والعدو ,,

المضرحي : الأبيض من النسور ، وقيل : هو العظيم منها ، التكنف : الكون

في كنف الشيئ وهو ناحيته ، الحفاف : الجانب ، والجمع الأحفة ، الشك :

الغرز ، العسيب : عظم الذنب ، والجمع العسب ، والمسرد والمسراد :

الاشفى ، والجمع المسارد والمساريد يقول : كأن جناحي نسر أبيض غرزا

بإشفى في عظم ذنبها فصارا في ناحية . شبه الشاعر شعر ذنبها بجناحي

نسر أبيض في الباطن ..

قوله : فطورا به ، يعني فطورا تضرب بالذنب ، الزميل : الرديف ، الحشف :

الاخلاف التي جف لبنها فتشنجت ، الواحدة حشفة ، الشن : القربة الخلق

، والجمع الشنان ، الذوي : الذبول ، المجدد : الذى جد لبنه أي قطع يقول :

تارة تضرب هذه الناقة ذنبها على عجزها خلف رديف راكبها وتارة تضرب على

اخلاف متشنجة خلقة كقربة بالية وقد انقطع لبنها ..

النحض : اللحم ، وقوله : بابا منيف ، أى بابا قصر منيف ، فحذف الموصوف ،

والمنيف : العالي ، والاناقة العلو ، الممرد : المملس ، ومن قولهم : وجه أمرد

وغلام أمرد لا شعر عليه ، وشجرة مرداء لا ورق لها ، والممرد المطول أيضا ،

وقد أول تعالى :"صرح ممرد من قوارير" بهما يقول : لهذه الناقة فخذان أكمل

لحمهما فشابها مصراعي باب قصر عال مملس أو مطول في العرض ..

الطي : طي البئر ، المحال : فقار الظهر ، الواحدة محالة وفقارة ، الحني :

القسي ، الواحدة حنية وتجمع أيضا على حنايا ، الخلوف: الأضلاع ، الواحد

خلف ، الأجرنة : جمع جران ، وهو باطن العنق ، اللز : الضم ، الدأي :

خرز الظهر والعنق ، الواحدة دأية وتجمع أيضا على الدأيات ، التنضيد مبالغة

النضد : وهو وضع الشيئ على الشيئ ، والمنضد أشد من المنضود يقول :

ولها فقار مطوية متراصفة متداخلة كأن الأضلاع المتصلة بها نسي ولها باطن

عنق ضم وقرن إلى خرز عنق قد نضد على بعض ..

-----------------------------------------------------------------------
الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا

شرح معلقة طرفه بن العبد : 2

شرح معلقة طرفه بن العبد : 2

خولة : اسم امرأة كلبية ، الطلل : ماشخص من رسوم الدار ، والجمع أطلال

وطلول ، البرقة والأبرق والبرقاء : مكان اختلط ترابه بحجارة أو حصى ، والجمع

الأبارق والبراق والبرق ، ثهمد : موضع ، تلوح : تلمع ، واللوح اللمعان ، الوشم :

غرز ظاهر اليد وغيره بإبرة وحشو المغارز بالكحل أو النقش بالنيلج ، ومنه قول

رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لعن الله الواشمة والمستوشمة " يقول :

لهذه المرأة أطلال ديار بالموضع الذي يخالط أرضه حجارة وحصى من ثهمد

فتلمع تلك الأطلال لمعان بقايا الوشم في ظاهر الكف ..

الحدج : مركب من مراكب النساء ، والجمع حدوج وأحداج ، المالكية : منسوبة

إلى بني مالك قبيلة من كلب ، الخلايا: جمع الخلية وهي السفينة العظيمة ،

السفين : جمع سفينة ، النواصف : جمع الناصفة ، وهي أماكن تتسع من

نواحي الأودية مثال السكك وغيرها ، دد ، قيل : هو اسم واد في هذا البيت ،

وقيل دد مثل يد ، يقول : كأن مراكب العشيقة المالكية غدوة فراقها بنواحي

وادي دد سفن عظام . شبه الشاعر الإبل و عليها الهوادج بالسفن العظام ،

وقيل : بل حسبها سفنا عظاما من فرط لهوه وولهه ، إذا حملت ددا على اللهو ،

وإن حملته على أنه واد بعينه فمعناه على القول الأول..

عدولي : قبيلة من أهل البحرين ، وابن يامن : رجل من أهلها ، الجور : العدول

عن الطريق ، والباء للتعدية ، الطور : التارة ، والجمع الأطوار يقول : هذه السفن

التي تشبهها هذه الإبل من هذه القبيلة أو من سفن هذا الرجل ، الملاح يجريها

مرة على استواء واهتداء ، وتارة يعدل بها فيميلها عن سنن الاستواء ، وكذلك

الحداة تارة يسوقون هذه الإبل على سمت الطريق ، وتارة يميلها عن الطريق

ليختصروا المسافة ، وخص سفن هذه القبيلة وهذا الرجل لعظمها وضخمها ثم

شبه سوق الإبل تارة على الطريق وتارة على غير الطريق بإجراء الملاح السفينة

مرة على سمت الطريق ومرة عادلا عن ذلك السمت ..

حباب الماء : أمواجه ، الواحدة حبابة ، الحيزوم : الصدر ، والجمع : الحيازم ، الترب

والتراب والترباء والتورب والتيراب والتوراب واحد ، الفيال : ضرب من اللعب ،

وهو أن يجمع التراب فيدفن فيه شيء، ثم يقسم التراب نصفين ، ويسأل عن

الدفين في أيهما هو ، فمن أصاب فسمر ومن أخطأ فمر ، يقال : فايل هذا الرجل

يفايل مفايلة وفيالا إذا لعب بهذا الضرب من اللعب . شبه الشاعر شق السفن

الماء بشق المفايل التراب المجموع بيده ..

الأحوى : الذي في شفتيه سمرة ، يقال : حوي الفرس مال إلى السواد ، فعلى

هذا شادن صفة أحوى ، وقيل بدل من أحوى ، وينفض المرد صفة أحوى ،

الشادن : الغزال الذي قوي واستغني عن أمه ، المظاهر : الذي لبس ثوبا فوق

ثوب أو درعا فوق درع ، السمط : الخيط الذي نظمت فيه الجواهر ، والجمع

سموط يقول : وفي الحي حبيب يشبه ظبيا أحوى في كحل العينين وسمرة

الشفتين في حال نفض الظبي ثمر الأراك لأنه يمد عنقه في تلك الحال ، ثم

صرح بأنه يريد إنسانا ، وقال قد لبس عقدين أحدهما من اللؤلؤ والآخر من

الزبرجد ، شبهه بالظبي في ثلاثة أشياء : في كحل العينين وحوة الشفتين ،

وحسن الجيد ، ثم أخبر أنه متحل بعقدين من لؤلؤ وزبرجد ..

خذول : أي خذلت أولادها ، تراعي ربربا: أي ترعى معه ، الربرب : القطيع من

الظباء وبقر الوحش ، الخميلة : رملة منبتة ، البرير: ثمر الأراك المدرك البالغ ،

الواحدة بريرة ، الارتداء والتردي : لبس الدراء يقول : هذه الظبية التي اشبهها

الحبيب ظبية خذلت اولادها وذهبت مع صواحبها في قطيع من الظباء ترعى

معها في أرض ذات شجر أو ذات رملة منبتة تتناول اطراف الأراك وترتدي

بأغصانه ، شبه الشاعر طول عنق الحبيب وحسنه بذلك ..

الألمى : الذي يضرب لون شفتيه إلى السواد ، والانثى لمياء ، والجمع لمي

، والمصدر اللمى ، والفعل لمي يلمى ، البسم والتبسم والابتسام واحد ،

كأن منورا يعني اقحوانا منورا ، فحذف الموصوف اجتزاء بدلالة الصفة عليه ،

نور النبت خرج نوره فهو منور ، حر كل شيء: خالصة ، الدعص : الكثيب من

الرمل ، والجمع الادعاص ، الندى يكون دون الابتلال ، والفعل ندي يندى ندى ،

ونديته تندية يقول وتبسم الحبيبة عن ثغر ألمى الشفتين كأنه أقحوان خرج

نوره في دعص ند يكون ذلك الدعص فيما بين رمل خالص لايخالطه تراب ،

وإنما جعله نديا ليكون الاقحوان غضا ناضرا ..

شرح معلقة طرفه بن العبد 1

 خولة : اسم امرأة كلبية ، الطلل : ماشخص من رسوم الدار ، والجمع أطلال

وطلول ، البرقة والأبرق والبرقاء : مكان اختلط ترابه بحجارة أو حصى ، والجمع

الأبارق والبراق والبرق ، ثهمد : موضع ، تلوح : تلمع ، واللوح اللمعان ، الوشم :

غرز ظاهر اليد وغيره بإبرة وحشو المغارز بالكحل أو النقش بالنيلج ، ومنه قول

رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لعن الله الواشمة والمستوشمة " يقول :

لهذه المرأة أطلال ديار بالموضع الذي يخالط أرضه حجارة وحصى من ثهمد

فتلمع تلك الأطلال لمعان بقايا الوشم في ظاهر الكف ..

الحدج : مركب من مراكب النساء ، والجمع حدوج وأحداج ، المالكية : منسوبة

إلى بني مالك قبيلة من كلب ، الخلايا: جمع الخلية وهي السفينة العظيمة ،

السفين : جمع سفينة ، النواصف : جمع الناصفة ، وهي أماكن تتسع من

نواحي الأودية مثال السكك وغيرها ، دد ، قيل : هو اسم واد في هذا البيت ،

وقيل دد مثل يد ، يقول : كأن مراكب العشيقة المالكية غدوة فراقها بنواحي

وادي دد سفن عظام . شبه الشاعر الإبل و عليها الهوادج بالسفن العظام ،

وقيل : بل حسبها سفنا عظاما من فرط لهوه وولهه ، إذا حملت ددا على اللهو ،

وإن حملته على أنه واد بعينه فمعناه على القول الأول..

عدولي : قبيلة من أهل البحرين ، وابن يامن : رجل من أهلها ، الجور : العدول

عن الطريق ، والباء للتعدية ، الطور : التارة ، والجمع الأطوار يقول : هذه السفن

التي تشبهها هذه الإبل من هذه القبيلة أو من سفن هذا الرجل ، الملاح يجريها

مرة على استواء واهتداء ، وتارة يعدل بها فيميلها عن سنن الاستواء ، وكذلك

الحداة تارة يسوقون هذه الإبل على سمت الطريق ، وتارة يميلها عن الطريق

ليختصروا المسافة ، وخص سفن هذه القبيلة وهذا الرجل لعظمها وضخمها ثم

شبه سوق الإبل تارة على الطريق وتارة على غير الطريق بإجراء الملاح السفينة

مرة على سمت الطريق ومرة عادلا عن ذلك السمت ..

حباب الماء : أمواجه ، الواحدة حبابة ، الحيزوم : الصدر ، والجمع : الحيازم ، الترب

والتراب والترباء والتورب والتيراب والتوراب واحد ، الفيال : ضرب من اللعب ،

وهو أن يجمع التراب فيدفن فيه شيء، ثم يقسم التراب نصفين ، ويسأل عن

الدفين في أيهما هو ، فمن أصاب فسمر ومن أخطأ فمر ، يقال : فايل هذا الرجل

يفايل مفايلة وفيالا إذا لعب بهذا الضرب من اللعب . شبه الشاعر شق السفن

الماء بشق المفايل التراب المجموع بيده ..

الأحوى : الذي في شفتيه سمرة ، يقال : حوي الفرس مال إلى السواد ، فعلى

هذا شادن صفة أحوى ، وقيل بدل من أحوى ، وينفض المرد صفة أحوى ،

الشادن : الغزال الذي قوي واستغني عن أمه ، المظاهر : الذي لبس ثوبا فوق

ثوب أو درعا فوق درع ، السمط : الخيط الذي نظمت فيه الجواهر ، والجمع

سموط يقول : وفي الحي حبيب يشبه ظبيا أحوى في كحل العينين وسمرة

الشفتين في حال نفض الظبي ثمر الأراك لأنه يمد عنقه في تلك الحال ، ثم

صرح بأنه يريد إنسانا ، وقال قد لبس عقدين أحدهما من اللؤلؤ والآخر من

الزبرجد ، شبهه بالظبي في ثلاثة أشياء : في كحل العينين وحوة الشفتين ،

وحسن الجيد ، ثم أخبر أنه متحل بعقدين من لؤلؤ وزبرجد ..

خذول : أي خذلت أولادها ، تراعي ربربا: أي ترعى معه ، الربرب : القطيع من

الظباء وبقر الوحش ، الخميلة : رملة منبتة ، البرير: ثمر الأراك المدرك البالغ ،

الواحدة بريرة ، الارتداء والتردي : لبس الدراء يقول : هذه الظبية التي اشبهها

الحبيب ظبية خذلت اولادها وذهبت مع صواحبها في قطيع من الظباء ترعى

معها في أرض ذات شجر أو ذات رملة منبتة تتناول اطراف الأراك وترتدي

بأغصانه ، شبه الشاعر طول عنق الحبيب وحسنه بذلك ..

الألمى : الذي يضرب لون شفتيه إلى السواد ، والانثى لمياء ، والجمع لمي

، والمصدر اللمى ، والفعل لمي يلمى ، البسم والتبسم والابتسام واحد ،

كأن منورا يعني اقحوانا منورا ، فحذف الموصوف اجتزاء بدلالة الصفة عليه ،

نور النبت خرج نوره فهو منور ، حر كل شيء: خالصة ، الدعص : الكثيب من

الرمل ، والجمع الادعاص ، الندى يكون دون الابتلال ، والفعل ندي يندى ندى ،

ونديته تندية يقول وتبسم الحبيبة عن ثغر ألمى الشفتين كأنه أقحوان خرج

نوره في دعص ند يكون ذلك الدعص فيما بين رمل خالص لايخالطه تراب ،

وإنما جعله نديا ليكون الاقحوان غضا ناضرا ..


-----------------------------------------------------------------------
الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا

معلقة طرفة بن العبد

 معلقة طرفة بن العبد
لِخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ=تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ
وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ=يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ
كَـأنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً=خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ
عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِـنٍ=يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَـدِي
يَشُـقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَـا=كَمَـا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَـدِ
وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ=مُظَـاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَـدِ
خَـذُولٌ تُرَاعِـي رَبْرَباً بِخَمِيْلَـةٍ=تَنَـاوَلُ أطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَـدِي
وتَبْسِـمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَـوَّراً=تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَـدِ
سَقَتْـهُ إيَاةُ الشَّمْـسِ إلاّ لِثَاتِـهِ=أُسِـفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإثْمِـدِ
ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقتْ رِدَاءهَا=عَلَيْـهِ نَقِيِّ اللَّـوْنِ لَمْ يَتَخَـدَّدِ
وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ=بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَلُوحُ وتَغْتَـدِي
أَمُـوْنٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَصَأْتُهَـا=عَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُـدِ
جُـمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدَى كَأَنَّهَـا=سَفَنَّجَـةٌ تَبْـرِي لأزْعَرَ أرْبَـدِ
تُبَارِي عِتَاقاً نَاجِيَاتٍ وأَتْبَعَـتْ=وظِيْفـاً وظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعْبَّـدِ
تَرَبَّعْتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي=حَدَائِـقَ مَوْلِىَّ الأَسِـرَّةِ أَغْيَـدِ
تَرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وتَتَّقِـي=بِذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَف مُلْبِدِ
كَـأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَـا=حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيْبِ بِمِسْـرَدِ
فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّمِيْلِ وَتَـارَةً=عَلَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ
لَهَا فِخْذانِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فِيْهِمَا=كَأَنَّهُمَـا بَابَا مُنِيْـفٍ مُمَـرَّدِ
وطَـيٍّ مَحَالٍ كَالحَنِيِّ خُلُوفُـهُ=وأَجـْرِنَةٌ لُـزَّتْ بِرَأيٍ مُنَضَّـدِ
كَأَنَّ كِنَـاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنِفَانِهَـا=وأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صَلْبٍ مُؤَيَّـدِ
لَهَـا مِرْفَقَـانِ أَفْتَلانِ كَأَنَّمَـا=تَمُـرُّ بِسَلْمَـي دَالِجٍ مُتَشَـدِّدِ
كَقَنْطَـرةِ الرُّوْمِـيِّ أَقْسَمَ رَبُّهَـا=لَتُكْتَنِفَـنْ حَتَى تُشَـادَ بِقَرْمَـدِ
صُهَابِيَّـةُ العُثْنُونِ مُوْجَدَةُ القَـرَا=بَعِيْـدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَـدِ
أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَـتْ=لَهَـا عَضُدَاهَا فِي سَقِيْفٍ مُسَنَّـدِ
جَنـوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَـتْ=لَهَـا كَتِفَاهَا فِي مُعَالىً مُصَعَّـدِ
كَأَنَّ عُـلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَبَاتِهَـا=مَوَارِدُ مِن خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَـرْدَدِ
تَـلاقَى وأَحْيَـاناً تَبِيْنُ كَأَنَّهَـا=بَنَـائِقُ غُـرٍّ فِي قَمِيْصٍ مُقَـدَّدِ
وأَتْلَـعُ نَهَّـاضٌ إِذَا صَعَّدَتْ بِـهِ=كَسُكَّـانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلَةَ مُصْعِـدِ
وجُمْجُمَـةٌ مِثْلُ العَـلاةِ كَأَنَّمَـا=وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ
وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَـرٌ=كَسِبْـتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَـرَّدِ
وعَيْنَـانِ كَالمَاوِيَّتَيْـنِ اسْتَكَنَّتَـا=بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ
طَحُـورَانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاهُمَـا=كَمَكْحُـولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَـدِ
وصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّـرَى=لِهَجْـسٍ خَفيٍّ أَوْ لِصوْتٍ مُنَـدَّدِ
مُؤَلَّلَتَـانِ تَعْرِفُ العِتْـقَ فِيْهِمَـا=كَسَامِعَتَـي شَـاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْـرَدِ
وأَرْوَعُ نَبَّـاضٌ أَحَـذُّ مُلَمْلَــمٌ=كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيْحٍ مُصَمَّـدِ
وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَـارِنٌ=عَتِيْـقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ تَـزْدَدِ
وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ=مَخَـافَةَ مَلْـوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحْصَـدِ
وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا=وَعَامَـتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْـدَدِ
عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِـي=ألاَ لَيْتَنِـي أَفْـدِيْكَ مِنْهَا وأَفْتَـدِي
وجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وَخَالَـهُ=مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَـدِ
إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي=عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ
أَحَـلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَـتْ=وَقَـدْ خَبَّ آلُ الأمْعَـزِ المُتَوَقِّــدِ
فَذَالَـتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِـسٍ=تُـرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَـحْلٍ مُمَـدَّدِ
فَإن تَبغِنـي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقِنِـي=وَإِنْ تَلْتَمِسْنِـي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَدِ
وَإِنْ يَلْتَـقِ الحَيُّ الجَمِيْـعُ تُلاَقِنِـي=إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّـدِ
نَـدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُـومِ وَقَيْنَـةٌ=تَرُوحُ عَلَينَـا بَيْـنَ بُرْدٍ وَمُجْسَـدِ
رَحِيْبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رَقِيْقَـةٌ=بِجَـسِّ النُّـدامَى بَضَّةُ المُتَجَـرَّدِ
إِذَا نَحْـنُ قُلْنَا أَسْمِعِيْنَا انْبَرَتْ لَنَـا=عَلَـى رِسْلِهَا مَطْرُوقَةً لَمْ تَشَـدَّدِ
إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا=تَجَـاوُبَ أَظْـآرٍ عَلَى رُبَـعٍ رَدِ
وَمَـا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ وَلَذَّتِـي=وبَيْعِـي وإِنْفَاقِي طَرِيْفِي ومُتْلَـدِي
إِلَـى أنْ تَحَامَتْنِي العَشِيْرَةُ كُلُّهَـا=وأُفْـرِدْتُ إِفْـرَادَ البَعِيْـرِ المُعَبَّـدِ
رَأَيْـتُ بَنِـي غَبْرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِـي=وَلاَ أَهْـلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ المُمَــدَّدِ
أَلاَ أَيُّها اللائِمي أَشهَـدُ الوَغَـى=وَأَنْ أَنْهَل اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِـدِي
فـإنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْـعُ دَفْعَ مَنِيَّتِـي=فَدَعْنِـي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَـدِي
وَلَـوْلاَ ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عَيْشَةِ الفَتَـى=وَجَـدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُـوَّدِي
فَمِنْهُـنَّ سَبْقِـي العَاذِلاتِ بِشَرْبَـةٍ=كُمَيْـتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالمَاءِ تُزْبِــدِ
وَكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّبــاً=كَسِيـدِ الغَضَـا نَبَّهْتَـهُ المُتَـورِّدِ
وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ=بِبَهْكَنَـةٍ تَحْـتَ الخِبَـاءِ المُعَمَّـدِ
كَـأَنَّ البُـرِيْنَ والدَّمَالِيْجَ عُلِّقَـتْ=عَلَى عُشَـرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّـدِ
كَـرِيْمٌ يُرَوِّي نَفْسَـهُ فِي حَيَاتِـهِ=سَتَعْلَـمُ إِنْ مُتْنَا غَداً أَيُّنَا الصَّـدِي
أَرَى قَبْـرَ نَحَّـامٍ بَخِيْـلٍ بِمَالِـهِ=كَقَبْـرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَـةِ مُفْسِـدِ
تَـرَى جُثْوَنَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهِمَـا=صَفَـائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّــدِ
أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِـي=عَقِيْلَـةَ مَالِ الفَاحِـشِ المُتَشَـدِّدِ
أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَـةٍ=وَمَا تَنْقُـصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَـدِ
لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَـى=لَكَالطِّـوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَـدِ
فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّي مَالِكـاً=مَتَـى أَدْنُ مِنْهُ يَنْـأَ عَنِّي ويَبْعُـدِ
يَلُـوْمُ وَمَا أَدْرِي عَلامَ يَلُوْمُنِـي=كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ
وأَيْأَسَنِـي مِنْ كُـلِّ خَيْرٍ طَلَبْتُـهُ=كَـأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَـدِ
عَلَى غَيْـرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِـي=نَشَدْتُ فَلَمْ أَغْفِلْ حَمَوْلَةَ مَعْبَـدِ
وَقَـرَّبْتُ بِالقُرْبَـى وجَدِّكَ إِنَّنِـي=مَتَـى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيْثـَةِ أَشْهَـد
وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَـا=وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالجَهْدِ أَجْهَـدِ
وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ=بِكَأسِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَـدُّدِ
بِلاَ حَـدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْـدَثٍ=هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي
فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْرَأً هُوَ غَيْـرَهُ=لَفَـرَّجَ كَرْبِي أَوْ لأَنْظَرَنِي غَـدِي
ولَكِـنَّ مَوْلايَ اِمْرُؤٌ هُوَ خَانِقِـي=عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَـدِ
وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً=عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ
فَذَرْنِي وخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِـرٌ=وَلَـوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِياً عِنْدَ ضَرْغَـدِ
فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ=وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ
فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِـي=بَنُـونَ كِـرَامٌ سَـادَةٌ لِمُسَـوَّدِ
أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَـهُ=خَشَـاشٌ كَـرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّـدِ
فَـآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطَانَـةً=لِعَضْـبِ رَقِيْقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّـدِ
حُسَـامٍ إِذَا مَا قُمْتُ مُنْتَصِراً بِـهِ=كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْسَ بِمِعْضَدِ
أَخِـي ثِقَةٍ لا يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيْبَـةٍ=إِذَا قِيْلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ قَـدِي
إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِـي=مَنِيْعـاً إِذَا بَلَّتْ بِقَائِمَـهِ يَـدِي
وَبَرْكٍ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَارَتْ مَخَافَتِـي=بَوَادِيَهَـا أَمْشِي بِعَضْبٍ مُجَـرَّدِ
فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلالَـةٌ=عَقِيْلَـةَ شَيْـخٍ كَالوَبِيْلِ يَلَنْـدَدِ
يَقُـوْلُ وَقَدْ تَرَّ الوَظِيْفُ وَسَاقُهَـا=أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤَيَّـدِ
وقَـالَ أَلا مَاذَا تَرَونَ بِشَـارِبٍ=شَـدِيْدٌ عَلَيْنَـا بَغْيُـهُ مُتَعَمِّـدِ
وقَـالَ ذَروهُ إِنَّمَـا نَفْعُهَـا لَـهُ=وإلاَّ تَكُـفُّوا قَاصِيَ البَرْكِ يَـزْدَدِ
فَظَـلَّ الإِمَاءُ يَمْتَلِـلْنَ حُوَارَهَـا=ويُسْغَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيْفِ المُسَرْهَـدِ
فَإِنْ مُـتُّ فَانْعِيْنِـي بِمَا أَنَا أَهْلُـهُ=وشُقِّـي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَـدِ
ولا تَجْعَلِيْنِي كَأَمْرِىءٍ لَيْسَ هَمُّـهُ=كَهَمِّي ولا يُغْنِي غَنَائِي ومَشْهَـدِي
بَطِيءٍ عَنْ الجُلَّى سَرِيْعٍ إِلَى الخَنَـى=ذَلُـولٍ بِأَجْمَـاعِ الرِّجَالِ مُلَهَّـدِ
فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَالِ لَضَرَّنِي=عَـدَاوَةُ ذِي الأَصْحَابِ والمُتَوَحِّـدِ
وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَالَ جَرَاءَتِـي=عَلَيْهِمْ وإِقْدَامِي وصِدْقِي ومَحْتِـدِي
لَعَمْـرُكَ مَا أَمْـرِي عَلَـيَّ بُغُمَّـةٍ=نَهَـارِي ولا لَيْلِـي عَلَيَّ بِسَرْمَـدِ
ويَـوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاكِـهِ=حِفَاظـاً عَلَـى عَـوْرَاتِهِ والتَّهَـدُّدِ
عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى=مَتَى تَعْتَـرِكْ فِيْهِ الفَـرَائِصُ تُرْعَـدِ
وأَصْفَـرَ مَضْبُـوحٍ نَظَرْتُ حِـوَارَهُ=عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِـدِ
سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاً=ويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ مَنْ لَمْ تُـزَوِّدِ
وَيَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَـهُ=بَتَـاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِـدِ


-----------------------------------------------------------------------
الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا

معلقة طرفة بن العبد

 معلقة طرفة بن العبد
لِخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ=تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ
وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ=يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ
كَـأنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً=خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ
عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِـنٍ=يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَـدِي
يَشُـقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَـا=كَمَـا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَـدِ
وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ=مُظَـاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَـدِ
خَـذُولٌ تُرَاعِـي رَبْرَباً بِخَمِيْلَـةٍ=تَنَـاوَلُ أطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَـدِي
وتَبْسِـمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَـوَّراً=تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَـدِ
سَقَتْـهُ إيَاةُ الشَّمْـسِ إلاّ لِثَاتِـهِ=أُسِـفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإثْمِـدِ
ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقتْ رِدَاءهَا=عَلَيْـهِ نَقِيِّ اللَّـوْنِ لَمْ يَتَخَـدَّدِ
وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ=بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَلُوحُ وتَغْتَـدِي
أَمُـوْنٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَصَأْتُهَـا=عَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُـدِ
جُـمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدَى كَأَنَّهَـا=سَفَنَّجَـةٌ تَبْـرِي لأزْعَرَ أرْبَـدِ
تُبَارِي عِتَاقاً نَاجِيَاتٍ وأَتْبَعَـتْ=وظِيْفـاً وظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعْبَّـدِ
تَرَبَّعْتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي=حَدَائِـقَ مَوْلِىَّ الأَسِـرَّةِ أَغْيَـدِ
تَرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وتَتَّقِـي=بِذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَف مُلْبِدِ
كَـأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَـا=حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيْبِ بِمِسْـرَدِ
فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّمِيْلِ وَتَـارَةً=عَلَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ
لَهَا فِخْذانِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فِيْهِمَا=كَأَنَّهُمَـا بَابَا مُنِيْـفٍ مُمَـرَّدِ
وطَـيٍّ مَحَالٍ كَالحَنِيِّ خُلُوفُـهُ=وأَجـْرِنَةٌ لُـزَّتْ بِرَأيٍ مُنَضَّـدِ
كَأَنَّ كِنَـاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنِفَانِهَـا=وأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صَلْبٍ مُؤَيَّـدِ
لَهَـا مِرْفَقَـانِ أَفْتَلانِ كَأَنَّمَـا=تَمُـرُّ بِسَلْمَـي دَالِجٍ مُتَشَـدِّدِ
كَقَنْطَـرةِ الرُّوْمِـيِّ أَقْسَمَ رَبُّهَـا=لَتُكْتَنِفَـنْ حَتَى تُشَـادَ بِقَرْمَـدِ
صُهَابِيَّـةُ العُثْنُونِ مُوْجَدَةُ القَـرَا=بَعِيْـدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَـدِ
أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَـتْ=لَهَـا عَضُدَاهَا فِي سَقِيْفٍ مُسَنَّـدِ
جَنـوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَـتْ=لَهَـا كَتِفَاهَا فِي مُعَالىً مُصَعَّـدِ
كَأَنَّ عُـلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَبَاتِهَـا=مَوَارِدُ مِن خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَـرْدَدِ
تَـلاقَى وأَحْيَـاناً تَبِيْنُ كَأَنَّهَـا=بَنَـائِقُ غُـرٍّ فِي قَمِيْصٍ مُقَـدَّدِ
وأَتْلَـعُ نَهَّـاضٌ إِذَا صَعَّدَتْ بِـهِ=كَسُكَّـانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلَةَ مُصْعِـدِ
وجُمْجُمَـةٌ مِثْلُ العَـلاةِ كَأَنَّمَـا=وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ
وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَـرٌ=كَسِبْـتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَـرَّدِ
وعَيْنَـانِ كَالمَاوِيَّتَيْـنِ اسْتَكَنَّتَـا=بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ
طَحُـورَانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاهُمَـا=كَمَكْحُـولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَـدِ
وصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّـرَى=لِهَجْـسٍ خَفيٍّ أَوْ لِصوْتٍ مُنَـدَّدِ
مُؤَلَّلَتَـانِ تَعْرِفُ العِتْـقَ فِيْهِمَـا=كَسَامِعَتَـي شَـاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْـرَدِ
وأَرْوَعُ نَبَّـاضٌ أَحَـذُّ مُلَمْلَــمٌ=كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيْحٍ مُصَمَّـدِ
وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَـارِنٌ=عَتِيْـقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ تَـزْدَدِ
وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ=مَخَـافَةَ مَلْـوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحْصَـدِ
وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا=وَعَامَـتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْـدَدِ
عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِـي=ألاَ لَيْتَنِـي أَفْـدِيْكَ مِنْهَا وأَفْتَـدِي
وجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وَخَالَـهُ=مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَـدِ
إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي=عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ
أَحَـلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَـتْ=وَقَـدْ خَبَّ آلُ الأمْعَـزِ المُتَوَقِّــدِ
فَذَالَـتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِـسٍ=تُـرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَـحْلٍ مُمَـدَّدِ
فَإن تَبغِنـي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقِنِـي=وَإِنْ تَلْتَمِسْنِـي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَدِ
وَإِنْ يَلْتَـقِ الحَيُّ الجَمِيْـعُ تُلاَقِنِـي=إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّـدِ
نَـدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُـومِ وَقَيْنَـةٌ=تَرُوحُ عَلَينَـا بَيْـنَ بُرْدٍ وَمُجْسَـدِ
رَحِيْبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رَقِيْقَـةٌ=بِجَـسِّ النُّـدامَى بَضَّةُ المُتَجَـرَّدِ
إِذَا نَحْـنُ قُلْنَا أَسْمِعِيْنَا انْبَرَتْ لَنَـا=عَلَـى رِسْلِهَا مَطْرُوقَةً لَمْ تَشَـدَّدِ
إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا=تَجَـاوُبَ أَظْـآرٍ عَلَى رُبَـعٍ رَدِ
وَمَـا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ وَلَذَّتِـي=وبَيْعِـي وإِنْفَاقِي طَرِيْفِي ومُتْلَـدِي
إِلَـى أنْ تَحَامَتْنِي العَشِيْرَةُ كُلُّهَـا=وأُفْـرِدْتُ إِفْـرَادَ البَعِيْـرِ المُعَبَّـدِ
رَأَيْـتُ بَنِـي غَبْرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِـي=وَلاَ أَهْـلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ المُمَــدَّدِ
أَلاَ أَيُّها اللائِمي أَشهَـدُ الوَغَـى=وَأَنْ أَنْهَل اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِـدِي
فـإنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْـعُ دَفْعَ مَنِيَّتِـي=فَدَعْنِـي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَـدِي
وَلَـوْلاَ ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عَيْشَةِ الفَتَـى=وَجَـدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُـوَّدِي
فَمِنْهُـنَّ سَبْقِـي العَاذِلاتِ بِشَرْبَـةٍ=كُمَيْـتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالمَاءِ تُزْبِــدِ
وَكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّبــاً=كَسِيـدِ الغَضَـا نَبَّهْتَـهُ المُتَـورِّدِ
وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ=بِبَهْكَنَـةٍ تَحْـتَ الخِبَـاءِ المُعَمَّـدِ
كَـأَنَّ البُـرِيْنَ والدَّمَالِيْجَ عُلِّقَـتْ=عَلَى عُشَـرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّـدِ
كَـرِيْمٌ يُرَوِّي نَفْسَـهُ فِي حَيَاتِـهِ=سَتَعْلَـمُ إِنْ مُتْنَا غَداً أَيُّنَا الصَّـدِي
أَرَى قَبْـرَ نَحَّـامٍ بَخِيْـلٍ بِمَالِـهِ=كَقَبْـرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَـةِ مُفْسِـدِ
تَـرَى جُثْوَنَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهِمَـا=صَفَـائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّــدِ
أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِـي=عَقِيْلَـةَ مَالِ الفَاحِـشِ المُتَشَـدِّدِ
أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَـةٍ=وَمَا تَنْقُـصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَـدِ
لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَـى=لَكَالطِّـوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَـدِ
فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّي مَالِكـاً=مَتَـى أَدْنُ مِنْهُ يَنْـأَ عَنِّي ويَبْعُـدِ
يَلُـوْمُ وَمَا أَدْرِي عَلامَ يَلُوْمُنِـي=كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ
وأَيْأَسَنِـي مِنْ كُـلِّ خَيْرٍ طَلَبْتُـهُ=كَـأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَـدِ
عَلَى غَيْـرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِـي=نَشَدْتُ فَلَمْ أَغْفِلْ حَمَوْلَةَ مَعْبَـدِ
وَقَـرَّبْتُ بِالقُرْبَـى وجَدِّكَ إِنَّنِـي=مَتَـى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيْثـَةِ أَشْهَـد
وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَـا=وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالجَهْدِ أَجْهَـدِ
وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ=بِكَأسِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَـدُّدِ
بِلاَ حَـدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْـدَثٍ=هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي
فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْرَأً هُوَ غَيْـرَهُ=لَفَـرَّجَ كَرْبِي أَوْ لأَنْظَرَنِي غَـدِي
ولَكِـنَّ مَوْلايَ اِمْرُؤٌ هُوَ خَانِقِـي=عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَـدِ
وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً=عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ
فَذَرْنِي وخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِـرٌ=وَلَـوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِياً عِنْدَ ضَرْغَـدِ
فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ=وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ
فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِـي=بَنُـونَ كِـرَامٌ سَـادَةٌ لِمُسَـوَّدِ
أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَـهُ=خَشَـاشٌ كَـرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّـدِ
فَـآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطَانَـةً=لِعَضْـبِ رَقِيْقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّـدِ
حُسَـامٍ إِذَا مَا قُمْتُ مُنْتَصِراً بِـهِ=كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْسَ بِمِعْضَدِ
أَخِـي ثِقَةٍ لا يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيْبَـةٍ=إِذَا قِيْلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ قَـدِي
إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِـي=مَنِيْعـاً إِذَا بَلَّتْ بِقَائِمَـهِ يَـدِي
وَبَرْكٍ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَارَتْ مَخَافَتِـي=بَوَادِيَهَـا أَمْشِي بِعَضْبٍ مُجَـرَّدِ
فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلالَـةٌ=عَقِيْلَـةَ شَيْـخٍ كَالوَبِيْلِ يَلَنْـدَدِ
يَقُـوْلُ وَقَدْ تَرَّ الوَظِيْفُ وَسَاقُهَـا=أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤَيَّـدِ
وقَـالَ أَلا مَاذَا تَرَونَ بِشَـارِبٍ=شَـدِيْدٌ عَلَيْنَـا بَغْيُـهُ مُتَعَمِّـدِ
وقَـالَ ذَروهُ إِنَّمَـا نَفْعُهَـا لَـهُ=وإلاَّ تَكُـفُّوا قَاصِيَ البَرْكِ يَـزْدَدِ
فَظَـلَّ الإِمَاءُ يَمْتَلِـلْنَ حُوَارَهَـا=ويُسْغَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيْفِ المُسَرْهَـدِ
فَإِنْ مُـتُّ فَانْعِيْنِـي بِمَا أَنَا أَهْلُـهُ=وشُقِّـي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَـدِ
ولا تَجْعَلِيْنِي كَأَمْرِىءٍ لَيْسَ هَمُّـهُ=كَهَمِّي ولا يُغْنِي غَنَائِي ومَشْهَـدِي
بَطِيءٍ عَنْ الجُلَّى سَرِيْعٍ إِلَى الخَنَـى=ذَلُـولٍ بِأَجْمَـاعِ الرِّجَالِ مُلَهَّـدِ
فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَالِ لَضَرَّنِي=عَـدَاوَةُ ذِي الأَصْحَابِ والمُتَوَحِّـدِ
وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَالَ جَرَاءَتِـي=عَلَيْهِمْ وإِقْدَامِي وصِدْقِي ومَحْتِـدِي
لَعَمْـرُكَ مَا أَمْـرِي عَلَـيَّ بُغُمَّـةٍ=نَهَـارِي ولا لَيْلِـي عَلَيَّ بِسَرْمَـدِ
ويَـوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاكِـهِ=حِفَاظـاً عَلَـى عَـوْرَاتِهِ والتَّهَـدُّدِ
عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى=مَتَى تَعْتَـرِكْ فِيْهِ الفَـرَائِصُ تُرْعَـدِ
وأَصْفَـرَ مَضْبُـوحٍ نَظَرْتُ حِـوَارَهُ=عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِـدِ
سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاً=ويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ مَنْ لَمْ تُـزَوِّدِ
وَيَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَـهُ=بَتَـاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِـدِ


-----------------------------------------------------------------------
الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا