الخميس، 21 نوفمبر 2013

شرح معلقة : الحارث بن حلّزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عيد 1

 شرح معلقة : الحارث بن حلّزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عيد 1


الإيذان : الإعلام ، البين : الفراق ، الثواء والثوي : الإقامة ، والفعل ثوى يثوي يقول : أعلمتنا أسماء بمفارقتها إيانا ، أي بعزمها على فراقنا , ثم قال : رب مقيم تمل إقامته ولم تكن أسماء منهم ، يريد أنها وإن طالت إقامتها لم أمللها ، والتقدير : رب ثاو يمل من ثوائه
العهد : اللقاء ، والفعل عهد يعهد يقول : عزمت على فراقنا بعد أن لقيتها ببرقة شماء وخلصاء التي هي أقرب ديارها إلينا
هذه كلها مواضع عهدها بها يقول : وقد عزمت على مفارقتنا بعد طول العهد
الاحارة : الرد من قولهم : حار الشيء يحور حورا ، أي رجع ، وأحرته أنا أي رجعته فرددته يقول : لا أرى في هذه المواضع من عهدت فيها ، يريد أسماء ، فأنا أبكي اليوم ذاهب العقل وأي شيء رد البكاء على صاحبه ؟ وهذا استفهام يتضمن الجحود ، أي لا يرد البكاء على صاحبه فائتا ولا يجدي عليه شيئا .. تحرير المعنى: لما خلت هذه المواضع منها بكيت جزعا لفراقها مع علمي بأنه لا طائل في البكاء ، الدله : ذهاب العقل ، والندليه إزالته
ألوى بالشيئ : أشار به . العلياء : البقعة العالية يخاطب نفسه ويقول : وإنما أوقدت هند النار بمرآك ومنظر منك ، وكأن البقعة العالية التي أوقدتها عليها كانت تشير إليك بها .. يريد أنها ظهرت لك أتم ظهور فرأيتها أتم رؤية
التنور : النظر إلى النار ، خزازى : بقعة بعينها ، هيهات : بعد الأمر جدا ، الصلاء : مصدر صلى النار ، وصلي بالنار يصلى صلى ويصلا إذا احترق بها أو ناله حرها يقول : ولقد نظرت إلى نار هند بهذه البقعة على بعد بيني وبينها لأصلاها ، ثم قال : بعد منك الاصطلاء بها جدا ، أي أردت أن آتيها فعاقتني العوائق من الحروب وغيرها
يقول : أوقدت هند تلك النار بين هذين الموضعين بعود فلاحت كما يلوح الضياء
غير أني : يريد لكني ، انتقل من النسيب إلى ذكر حاله في طلب المجد ، الثوي والثاوي : المقيم ، النجاء : الاسراع في السير ، والباء للتعدية يقول : ولكني أستعين على إمضاء همي وقضاء أمري إذا أسرع المقيم في السير لعظيم الخطب وفظاعة الخوف
الزفيف : إسراع النعامة في سيرها ثم يستعار لسير غيرها ، والفعل زف يزف ، والنعت زاف ، والزفوف مبالغة ، الهقلة : النعامة ، والظليم هقل ، الزأل : ولد النعامة ، والجمع : رئال ، الدوية منسوبة إلى الدو وهي المفازة ، سقف : طول مع انحناء ، والنعت أسقف يقول : أستعين على إمضاء همي وقضاء أمري عند صعوبة الخطب وشدته بناقة مسرعة في سيرها كأنها في إسراعها في السير نعامة لها أولاد طويلة منحنية لا تفارق المفاوز
النبأة : الصوت الخفي يسمعه الانسان أو يتخيله ، القناص : جمع قانص وهو الصائد ، الإفزاع : الاخافة ، العصر : العشي يقول : أحست هذه النعامة بصوت الصيادين فأخافها ذلك عشيا وقد دنا دخولها في المساء . لما شبه ناقته بالنعامة وسيرها بسيرها - بالغ في وصف النعامة بالاسراع في السير بأنها تؤوب إلى أولادها مع إحساسها بالصيادين وقرب المساء ، فإن هذه الأسباب تزيدها إسراعا في سيرها
المنين : الغبار الرقيق ، الأهباء : جمع هباء ، والإهباء إثارته يقول : فترى أنت أيها المخاطب خلف هذه الناقة من رجعها قوائمها وضربها بالأرض بها غبارا رقيقا كأنه هباء منبث ، وجعله رقيقا إشارة إلى غاية إسراعها
الطراق : يريد بها أطباق نعلها ، ألوى بالشيء : أفناه وأبطله وألوى بالشيء أشار به يقول : وترى خلفها أطباق نعلها في أماكن مختلفة قد قطعها وأبطلها قطع الصحراء ووطؤها
يقول : أتلعب بالناقة في أشد ما يكون الحر إذا تحير صاحب كل هم مثل تحير الناقة البلية العمياء يقول : أركبها وأقتحم بها لفح الهواجر إذا تحير غيري في أمره ، يريد أنه لا يعوقه الحر عن مرامه
يقول : ولقد أتانا من الحوادث والأخبار أمر عظيم نحن معنيون محزونون لأجله ، عني الرجل بالشيء يعنى به فهو معني به ، وعني يعنى إذا كان ذا عناء به ، وسؤت الرجل سوءا ومساءة وسوائية : أحزنته
الأراقم : بطون من تغلب ، سموا بها لأن امرأة شبهت عيون آبائهم بعيون الأراقم ، الغلو : مجاوزة الحد ، الإلحاح . ثم فسر ذلك الخطب فقال : هو تعدي إخواننا من الأراقم علينا وغلوهم في عدوانهم علينا في مقالتهم
يريد بالخلي : البريء الخالي من الذنب يقول : هم يخلطون براءنا بمذنبينا فلا تنفع البريء براءة ساحته من الذنب
العير في البيت يفسر : بالسيد ، والحمار ، والوتد ، والقذى ، وجبل بعينه . قوله : وأنا الولاء ، أي أصحاب ولائهم ، فحذف المضاف ، ثم إن فسر العير بالسيد كان تحرير المعنى : زعم الأراقم أن كل من يرضى بقتل كليب وائل بنو أعمامنا وأنا أصحاب ولائهم تلحقنا جرائرهم ، وإن فسر بالحمار كان المعنى : أنهم زعموا أن كل من صاد حمر الوحش موالينا أي ألزموا العامة جناية الخاصة ، وإن فسر بالوتد كان المعنى : زعموا أن كل من ضرب الخيام وطنبها بأوتاد موالينا ، أي ألزموا العرب جناية بعضنا ، وإن فسر بالقذى كان المعنى : زعموا أن كل من صار الى هذا الجبل موال لنا . وتفسير آخر البيت في جميع الأقوال على نمط واحد
الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا

معلقة : الحارث بن حلّزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عيد

 معلقة : الحارث بن حلّزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عيد


آذَنَتنَـا بِبَينهـا أَسـمَــاءُ =رُبَّ ثَـاوٍ يَمَـلُّ مِنهُ الثَّـواءُ
بَعـدَ عَهـدٍ لَنا بِبُرقَةِ شَمَّـاءَ =فَأَدنَـى دِيَـارِهـا الخَلْصَـاءُ
فَالـمحيّاةُ فَالصّفاجُ فَأعْنَـاقُ =فِتَـاقٍ فَعـاذِبٌ فَالوَفــاءُ
فَـريَاضُ القَطَـا فَأوْدِيَةُ الشُـ =ـربُبِ فَالشُعبَتَـانِ فَالأَبْـلاءُ
لا أَرَى مَن عَهِدتُ فِيهَا فَأبْكِي=اليَـومَ دَلهاً وَمَا يُحَيِّرُ البُكَـاءُ
وبِعَينَيـكَ أَوقَدَت هِندٌ النَّـارَ =أَخِيـراً تُلـوِي بِهَا العَلْيَـاءُ
فَتَنَـوَّرتُ نَارَهَـا مِن بَعِيـدٍ =بِخَزَازى هَيهَاتَ مِنكَ الصَّلاءُ
أَوقَدتها بَينَ العَقِيقِ فَشَخصَينِ =بِعُـودٍ كَمَا يَلُـوحُ الضِيـاءُ
غَيرَ أَنِّي قَد أَستَعِينُ على الهم =إِذَا خَـفَّ بِالثَّـوِيِّ النَجَـاءُ
بِـزَفُـوفٍ كَأَنَّهـا هِقَلـةٌ =أُمُّ رِئَـالٍ دَوِيَّـةٌ سَقْفَــاءُ
آنَسَت نَبأَةً وأَفْزَعَها القَنَّـاصُ =عَصـراً وَقَـد دَنَا الإِمْسَـاءُ
فَتَـرَى خَلْفَها مِنَ الرَّجعِ وَالـ =ـوَقْـعِ مَنِيناً كَـأَنَّهُ إِهْبَـاءُ
وَطِـرَاقاً مِن خَلفِهِنَّ طِـرَاقٌ=سَاقِطَاتٌ أَلوَتْ بِهَا الصَحـرَاءُ
أَتَلَهَّـى بِهَا الهَوَاجِرَ إِذ كُـلُّ=ابـنَ هَـمٍّ بَلِيَّـةٌ عَميَــاءُ
وأَتَانَا مِنَ الحَـوَادِثِ والأَنبَـاءِ =خَطـبٌ نُعنَـى بِـهِ وَنُسَـاءُ
إِنَّ إِخـوَانَنا الأَرَاقِمَ يَغلُـونَ =عَلَينَـا فِـي قَيلِهِـم إِخْفَـاءُ
يَخلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِذِي الـ =ـذَنبِ وَلا يَنفَعُ الخَلِيَّ الخِلاءُ
زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العِيرَ =مُـوَالٍ لَنَـا وَأَنَـا الــوَلاءُ
أَجـمَعُوا أَمرَهُم عِشاءً فَلَمَّـا =أَصبَحُوا أَصبَحَت لَهُم ضَوْضَـاءُ
مِن مُنَـادٍ وَمِن مُجِيـبٍ وَمِـن =تَصهَالِ خَيلٍ خِلالَ ذَاكَ رُغَـاءُ
أَيُّهَـا النَاطِـقُ المُرَقِّـشُ عَنَّـا =عِنـدَ عَمـروٍ وَهَل لِذَاكَ بَقَـاءُ
لا تَخَلنَـا عَلَى غِـرَاتِك إِنّــا =قَبلُ مَا قَد وَشَـى بِنَا الأَعْــدَاءُ
فَبَقَينَـا عَلَـى الشَنــــاءَةِ =تَنمِينَـا حُصُونٌ وَعِزَّةٌ قَعسَــاءُ
قَبلَ مَا اليَـومِ بَيَّضَت بِعُيــونِ =النَّـاسِ فِيهَـا تَغَيُّـظٌ وَإِبَــاءُ
فَكَـأَنَّ المَنونَ تَردِي بِنَا أَرعَــنَ =جَـوناً يَنجَـابُ عَنهُ العَمــاءُ
مُكفَهِراً عَلَى الحَوَادِثِ لا تَرتُـوهُ =للدَهـرِ مُؤَيِّـدٌ صَمَّـــاءُ
إِرمِـيٌّ بِمِثلِـهِ جَالَتِ الخَيــلُ =فَـآبَت لِخَصمِهَـا الإِجــلاَءُ
مَلِكٌ مُقسِطٌ وأَفضَلُ مَن يَمشِـي=وَمِـن دُونَ مَا لَـدَيـهِ الثَّنَـاءُ
أَيَّمَـا خُطَّـةٍ أَرَدتُـم فَأَدوهَـا =إِلَينَـا تُشفَـى بِهَـا الأَمــلاءُ
إِن نَبَشتُـم مَا بَيـنَ مِلحَـةَ فَالـ =ـصَاقِبِ فِيهِ الأَموَاتُ وَالأَحَيَـاءُ
أَو نَقَشتُـم فَالنَّقـشُ يَجشَمُــهُ =النَّـاسُ وَفِيهِ الإِسقَامُ وَالإِبــرَاءُ
أَو سَكَتُّم عَنَّا فَكُنَّا كَمَن أَغمَـضَ =عَينـاً فِـي جَفنِهَـا الأَقــذَاءُ
أَو مَنَعتُم مَا تُسأَلُونَ فَمَن حُــدِّ =ثتُمُـوهُ لَـهُ عَلَينَـا العَـــلاءُ
هَل عَلِمتُم أَيَّامَ يُنتَهَبُ النَّــاسُ =غِـوَاراً لِكُـلِّ حَـيٍّ عُــواءُ
إِذ رَفَعنَا الجِمَـالَ مِن سَعَفِ الـ =ـبَحرَينِ سَيراً حَتَّى نَهَاهَا الحِسَاءُ
ثُمَّ مِلنَـا عَلَى تَمِيمٍ فَأَحرَمنَــا =وَفِينَـا بَنَـاتُ قَـومٍ إِمَـــاءُ
لا يُقِيـمُ العَزيزُ بِالبَلَدِ السَهــلِ=وَلا يَنفَـعُ الـذَّلِيـلَ النِجَــاءُ
لَيـسَ يُنجِي الذِي يُوَائِل مِنَّــا =رَأْسُ طَـوْدٍ وَحَـرَّةٌ رَجــلاءُ
مَلِكٌ أَضلَـعَ البَرِيَّةِ لا يُوجَــدُ =فِيهَـا لِمَـا لَدَيـهِ كِفَـــاءُ
كَتَكَـالِيفِ قَومِنَا إِذَا غَزَا المَنـذِرُ =هَلِ نَحـنُ لابنِ هِنـدٍ رِعَــاءُ
مَا أَصَابُوا مِن تَغلَبِي فَمَطَلــولٌ =عَلَيـهِ إِذَا أُصِيـبَ العَفَـــاءُ
إِذَ أَحَـلَّ العَلاةَ قُبَّةَ مَيسُــونَ =فَأَدنَـى دِيَارِهَـا العَوصَــاءُ
فَتَـأَوَّت لَـهُ قَرَاضِبَـةٌ مِــن =كُـلِّ حَـيٍّ كَأَنَّهُـم أَلقَــاءُ
فَهَداهُم بِالأَسـوَدَينِ وأَمـرُ اللهِ =بَالِـغٌ تَشقَـى بِهِ الأَشقِيَــاءُ
إِذ تَمَنَّونَهُم غُـرُوراً فَسَاقَتهُـم =إِلَيكُـم أُمنِيَّـةٌ أَشــــرَاءُ
لَم يَغُـرّوكُم غُرُوراً وَلَكــن =رَفـَعَ الآلُ شَخصَهُم وَالضَحَـاءُ
أَيُّهـا النَاطِـقُ المُبَلِّـغُ عَنَّــا=عِنـدَ عَمروٍ وَهَل لِذَكَ انتِهَـاءُ
مَن لَنَـا عِنـدَهُ مِـنَ الخَيـرِ =آيَاتٌ ثَلاثٌ فِي كُلِّهِـنَّ القَضَـاءُ
آيَةٌ شَارِقُ الشّقِيقَةِ إِذَا جَـاءَت =مَعَـدٌّ لِكُـلِّ حَـيٍّ لِـوَاءُ
حَولَ قَيسٍ مُستَلئِمِينَ بِكَبـشٍ =قَـرَظِـيٍ كَـأَنَّـهُ عَبـلاءُ
وَصَتِيتٍ مِنَ العَواتِكِ لا تَنهَـاهُ =إِلاَّ مُبيَضَّــةٌ رَعــــلاءُ
فَرَدَدنَاهُمُ بِطَعنٍ كَمَا يَخـرُجُ =مِـن خُـربَةِ الـمَزَادِ المَـاءُ
وَحَمَلنَاهُمُ عَلَى حَزمِ ثَهـلانِ =شِـلالاً وَدُمِّـيَ الأَنسَــاءُ
وَجَبَهنَـاهُمُ بِطَعنٍ كَمَا تُنهَـزُ =فِي جَـمَّةِ الطَـوِيِّ الـدِلاءُ
وَفَعَلنَـا بِهِـم كَمَا عَلِـمَ اللهُ=ومَـا أَن للحَائِنِيـنَ دِمَــاءُ
ثُمَّ حُجـراً أَعنَي ابنَ أُمِّ قَطَـامٍ =وَلَـهُ فـَارِسِيَّـةٌ خَضــرَاءُ
أَسَـدٌ فِي اللِقَاءِ وَردٌ هَمُـوسٌ =وَرَبِيـعٌ إِن شَمَّـرَت غَبــرَاءُ
وَفَكَكنَا غُلَّ امرِيِء القَيسِ عَنـهُ =بَعـدَ مَا طَالَ حَبسُـهُ والعَنَـاءُ
وَمَعَ الجَـونِ جَونِ آلِ بَنِي الأَوسِ =عَتُـودٌ كَـأَنَّهـا دَفـــوَاءُ
مَا جَزِعنَا تَحتَ العَجَاجَةِ إِذ وَلُّوا =شِـلالاً وَإِذ تَلَظَّـى الصِــلاءُ
وَأَقَـدنَاهُ رَبَّ غَسَّـانَ بِالمُنـذِرِ =كَـرهاً إِذ لا تُكَـالُ الدِمَــاءُ
وأَتَينَـاهُمُ بِتِسعَـةِ أَمـــلاكٍ =كِـرَامٍ أَسـلابُهُـم أَغــلاءُ
وَوَلَـدنَا عَمـرو بنِ أُمِّ أنَـاسٍ =مِن قَـرِيبٍ لَمَّـا أَتَانَا الحِبَـاءُ
مِثلُهَـا تُخرِجُ النَصِيحةَ للقَـومِ =فَـلاةٌ مِـن دُونِهَـا أَفــلاءُ
فَاتْرُكُوا الطَيخَ والتَعَاشِي وَإِمّـا =تَتَعَاشَـوا فَفِـي التَعَاشِي الـدَّاءُ
وَاذكُرُوا حِلفَ ذِي المَجَازِ وَمَـا =قُـدِّمَ فِيهِ العُهُـودُ وَالكُفَـلاءُ
حَذَرَ الجَورِ وَالتَعدِّي وَهَل يَنقُضُ =مَـا فِـي المَهَـارِقِ الأَهـوَاءُ
وَاعلَمُـوا أَنَّنَـا وَإِيَّاكُم فِي مَـا =إِشتَرَطنَـا يَومَ إِختَلَفنَـا سَـوَاءُ
عَنَنـاً بَاطِلاً وَظُلماً كَمَا تُعتَـرُ =عَن حَجـرَةِ الرَبِيـضِ الظَّبَـاءُ
أَعَلَينَـا جُنَـاحُ كِندَةَ أَن يَغنَـمَ =غَـازِيهُـمُ وَمِنَّـا الجَـــزَاءُ
أَم عَلَينَـا جَرَّى إيَادٍ كَمَا نِيـطَ =بِـجَـوزِ المُحمَّـلِ الأَعبَــاءُ
لَيـسَ منَّا المُضَـرَّبُونَ وَلا قَيــسٌ =وَلا جَـندَلٌ وَلا الحَــــذَّاءُ
أَم جَـنَايَا بَنِي عَتِيـقٍ فَـإِنَّـا=مِنكُـم إِن غَـدَرتُـم بُــرَآءُ
وَثَمَانُـونَ مِن تَمِيـمٍ بِأَيدِيهِـم =رِمَـاحٌ صُـدُورُهُـنَّ القَضَـاءُ
تَرَكُـوهُـم مُلَحَّبِيـنَ فَآبُـوا =بِنَهـابٍ يَصَـمُّ مِنهَا الحُــدَاءُ
أَم عَلَينَـا جَـرَّى حَنِيفَةَ أَمَّــا =جَمَّعَـت مِن مُحَـارِبٍ غَبـرَاءُ
أَم عَلَينَا جَـرَّى قُضَاعَةَ أَم لَيـسَ =عَلَينَـا فِـي مَا جَـنَوا أَنــدَاءُ
ثُمَّ جَاؤوا يَستَرجِعُونَ فَلَم تَرجِـع =لَهُـم شَـامَـةٌ وَلا زَهـــرَاءُ
لَم يُخَـلَّوا بَنِـي رِزَاحٍ بِبَرقَـاءِ =نِطَـاعٍ لَهُـم عَلَيهُـم دُعَــاءُ
ثُمَّ فَـاؤوا مِنهُم بِقَاصِمَةِ الظَّهـرِ =وَلا يَبـرُدُ الغَلِيـلَ المَــــاءُ
ثُمَّ خَيلٌ مِن بَعدِ ذَاكَ مَعَ الغَـلاَّقِ =لا رَأَفَــةٌ وَلا إِبقَـــــاءُ
وَهُوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيـدُ عَلَى يَـومِ =الحَيـارَينِ وَالبَـلاءُ بَــــلاءُ
-----------------------------------------------------------------------
الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا

الشاعر الحارث بن حلّزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عيد - نبذه مختصره


الشاعر الحارث بن حلّزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عيد - نبذه مختصره

هو الحارث بن حلّزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عيد،

ينتهي نسبه، كما ذكر التبريزي، إلى يشكر بن بكر بن وائل بن نزار. شاعر

جاهلي من أصل بادية العراق، كان أبرص فخوراً، ارتجل معلقته بين يدي

عمرو بن هند الملك بالحيرة. جمع بها كثيراً من أخبار العرب ووقائعهم حتى

صار مضرب المثل في الافتخار، فقيل: أفخر من الحارث بن حلزة. اختلف

الرواة اختلافاً بيّناً، حول عصره وولادته، وسنّه يوم إنشاد معلّقته: ذكر التبريزي

أنه ألقى قصيدته هذه وهو في العقد الرابع بعد المئة، وذهب المستشرق

"دوبرسفال" إلى أنه عمّر بعد تلك المناسبة ما يزيد على خمسة عشر عاماً،

ومات ابن مئة وخمسين سنة..

ومهما يكن من أمر هذا الاختلاف فالحارث أحد المعمّرين ويتفق الرواة على

أنه كان يكبر عمرو بن كلثوم حين ناظره في مجلس عمرو بن هند بدليل

ما في شعره من الاعتداد الرّصين بقومه البكريين، وما أبدى من الحنكة

والدراية بنفسية الملوك وحسن خطابهم في تلك المناسبة. فقد كان

الحارث يشكو من وضح (أي برص)، جعله يتردّد أول الأمر في تمثيل

قبيلته ومواجهة عمرو بن كلثوم شاعر تغلب. وهو لذلك لم يتقدّم بادئ

ذي بدء وأفسح المجال للنعمان بن هرم، الذي كان تيّاهاً متعاظماً، فلم

يحسن خطاب الملك، وإذ اندفع بتهوره إلى إغاظته وإيغار صدره حتى

أمر بطرده من مجلسه..

وأمام هذه الحادثة، ثارت الحميّة في نفس الحارث فارتجل قصيدته. وكان

الملك قد أقام بينه وبينه سبعة ستور، ثم راح يرفعها الواحد بعد الآخر،

إعجاباً بذكاء الحارث، وتقديراً لشاعريته. ونظراً لأهمية هذه المناظرة في

حياة هذا الشاعر وظروف الخصومة بين بكر وتغلب على إثر حرب البسوس،

فقد رأينا من المستحسن أن نثبت رواية أبي عمرو الشيباني، التي جاءت

أكثر كتب الأدب على ذكرها، وفي مقدمتها الأغاني لأبي فرج الذي قال:

قال أبو عمرو الشيباني: كان من خبر هذه القصيدة والسبب الذي دعا

الحارث إلى قولها أن عمرو بن هند الملك- وكان جبّاراً عظيم الشأن والمُلك-

لما جمع بكراً وتغلب ابني وائل، وأصلح بينهم، أخذ من الحييّن، رهناً من كل

حيّ مائة غلام ليكف بعضهم عن بعض. فكان أولئك الرهن- يكونون معه في

سيره ويغزون معه. فأصابتهم ريح سَمُومٌ في بعض مسيرهم فهلك عامّة

التغلبيين، وسلم البكريون. فقالت تغلب لبكر: أعطونا ديات أبنائنا، فإن ذلك

لكم لازم، فأبت بكر بن وائل. ثم اجتمعت تغلب إلى عمرو بن كلثوم وأخبروه

بالقصة. فقال عمرو- لقومه-: بمن ترون بكر تعصب أمرها اليوم قالوا: بمن

عسى إلا برجل من أولاد ثَعْلَبة. قال عمرو: أرى والله الأمر سينجلي عن

أحمر أصلج أصّم من بني يشكر. "فجاءت بكر بالنعمان بن هرم: أحد بني

ثعلبة... وجاءت تغلب بعمرو بن كلثوم. فلما اجتمعوا عند الملك قال

عمرو بن كلثوم للنعمان بن هرم: يا أصمّ! جاءت بك أولاد ثعلبة تناضل

عنهم وهو يفخرون عليك! فقال النعمان: وعلى من أظلّت السماءُ كلُّها

يفخرون، ثم لا يُنكر ذلك. فقال عمرو له: أما والله لو لطمتُك لطمة ما أخذوا

لك بها. فجاء جواب النعمان نابياً وبذيئاً. فغضب عمرو بن هند وكان يؤثر

بني تغلب على بكر، فقال: يا جارية أعطيه لَحْياً بلسان أنثى

(أي اشتميه بلسانك). فقال: أيها الملك أعط ذلك أحب أهلك إليك. فقال:

يا نعمانُ أيسرُّك أني أبوك قال: لا! ولكن وددت أنّك أميّ. فغضب عمرو بن

هند غضباً شديداً حتى همّ بالنّعمان..

وقام الحارث بن حلّزة فارتجل قصيدته هذه ارتجالاً: توكّأ على قوسه

وأنشدها وانتظم كفّه وهو لا يشعر من الغضب حتى فرغ منها. وأورد

ابن الكلبي حول تلك المناسبة قوله: "أنشد الحارث عمرو بن هند هذه

القصيدة وكان به وضَح. فقيل لعمرو بن هند: إنّ به وضحاً. فأمر أن يجعل

بينه وبينه ستر فلما تكلّم أعجب بمنطقه، فلم يزل عمرو (أي الملك)

يقول: أدنوه حتى أمر بطرح الستر وأقعده معه قريباً منه لإعجابه به..

وجاء في خزانة الأدب للبغدادي أن الذي يقول "ارفعوا ستراً، وأدنوا الحارث"

، هي هند أم الملك. ولم تزل تقول ذلك، والملك بما أمرت، حتى رفعت

الستور وكانت سبعة فأدنى ابن حلزة منه وأطعمه في جفنته وأمر أن

لا ينضح أثره بالماء. وأضاف البغدادي بأنّ الملك أمر بجزّ نواصي السبعين

بكريّاً الذين كانوا رهناً عنده، ودفعها إليه. ويذكر الباحثون أن هذه النّواصي

بقيت في بني يشكر بعد الحارث وكانت موضع فخارها بشاعرها.

وخبر الحارث في بلاط عمرو بن هند هو أبرز مواقف حياته وفيه ورد أفضل

ما قاله من الشعر وهو المعلّقة. وفي خلال ذلك لم يردنا الكثير عن حياة

هذا الشاعر، ولاسيما أيامه الأخيرة ووفاته. لكنّ نفراً من الأدباء في المراجع

القديمة اتفق على أن الحارث كان بين المعمّرين من الشعراء،

وعنهم أخذ الأب شيخو فذكر أن الشاعر اليشكري مات سنة 580م وكان عمره

مئة وخمسين سنة، فتكون ولادته بحسب هذه الرواية في حدود 430م..




-----------------------------------------------------------------------

الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا

شرح معلقة طرفه ابن العبد : 9 و الاخيره

  شرح معلقة طرفه ابن العبد : 9

ذروه : دعوه ، والماضي غير مستعمل عند جمهور الأئمة اجتزاء بترك منهما ،

وكذلك اسم الفاعل والمفعول لاجتزائهم بالتارك والمتروك ، الكف : المنع

والامتناع ، كفه فكف ، والمضارع منهما يكف يقول : ثم استقر راي الشيخ على

أن قال دعوا طرفة : إنما نفع هذه الناقة له . أو أراد هذه الأبل له لأنه ولدي

الذي يرثني وإلا تردوا وتمنعوا ما بعد هذه الأبل من الندود يزدد طرفة من عقرها

ونحرها أراد أنه أمرهم برد ما ند لئلا أعقر غير ماعقرت..

الإماء : جمع أمة ، الامتلال والملل : جعل الشيء في الملة وهي الجمر والرماد

الحار، الحوار للناقة بمنزلة الولد للانسان يعم الذكر والأنثى ، السديف : السنام ،

وقيل قطع السنام ، المسرهد : المربى ، والفعل سرهد يسرهد سرهدة يقول:

فظل الإماء يشوين الولد الذي خرج من بطنها تحت الجمر والرماد الحار ويسعى

الخدم علينا بقطع سنامها المقطع ، يريد أنهم أكلوا أطايبها وأباحوا غيره للخدم ،

وذكر الحوار دال على أنها كانت حبلى وهي من أنفس الابل عندهم ..

لما فرغ من تعداد مفاخرة أوصى ابنه أخية ، ومعبد أخوه ، فقال : إذا هلكت

فأشيعي خبر هلاكي بثنائي الذي أستحقه واستوجبه وشقي جيبك علي ،

يوصيها بالثناء عليه والبكاء ، النعي : اشاعة خبر الموت ، والفعل نعى ينعي ،

أهله : أي مستحقة ، كقوله تعالى "وكانوا أحق بها وأهلها"..

يقول ¨: ولاتسوي بيني وبين رجل لا يكون همه مطلب المعالي كهمي ،

ولا يكفي المهم والملم كفايتي ، ولايشهد الوقائع مشهدي ، والهم أصله القصد

، يقال : هم بكذا أي قصد له ، ثم يجعل الهم والهمة اسما لداعية النفس الى

العلى ، الغناء : الكفاية ، المشهد في البيت بمعنى الشهود وهو الحضور ، أي

ولا يغني غناء مثل غنائي ولا يشهد الوقائع شهودا مثل شهودي يقول : لا تعدلي

بي من لايساويني في هذه الخلال فتجعلي الثناء عليه كالثناء علي ، والبكاء

علي كالبكاء عليه ..

البطء : ضد العجلة ، والفعل بطؤ يبطأ ، الجلى : الأمر العظيم ، الخنا : الفحش ،

جمع الكف ، يقال : ضربة بجمع كفه إذا ضربه بها مجموعة ؛ والجمع الأجماع ،

التلهيد : مبالغة اللهد وهو الدفع بجمع الكف ، يقال : لهذه يلهد لهذا . والبيت

كله من صفة من يهني ابنه أخيه أن تعدل غيره به يقول : ولا تجعليني كرجل

يبطأ عن الأمر العظيم ويسرع إلى الفحش وكثيرا ما يدفعه الرجمال بأجماع أكفهم

فقد ذل غاية الذل ..

الوغل : أصله الضعيف ثم يستعار للئيم يقول : لو كنت ضعيفا من الرجال لضرتني

معاداة ذي الأتباع والمنفرد الذى لا أتباع له إياي ، ولكنني قوي منيع لا تضرني

معاداتهم اياي ، ويروى : وغدا ، وهو اللئيم..

الجراءة والجرأة واحد ، والفعل جرؤ يجرؤ ، والنعت جريء ، وقد جرأه على كذا أي

شجعه ، المحتد : الأصل يقول : ولكن نفى عني مباراة الراجال ومجاراتهم

شجاعتي وإقدامي في الحروب وصدق صريمتي وكرم أصلي ..

الغمة والغم واحد ، وأصل الغم التغطية ، والفعل غم يغم ، ومنه الغمام لأنه يغم

السماء أي يغطيها ، ومنه الأغم والغماء ، لأن كثرة الشعر تغطي الجبين والقفا

يقول: أقسم ببقائك ما يغم أمري رأي ، أي ما تغطي الهموم رأي في نهاري ،

ولا يطول علي ليلي حتى كأنه صار دائما سرمدا . وتلخيص المعنى أنه تمدح

بمضاء الصريمة وذكاء العزيمة . ويقول : لا تغمني النوائب فيطول ليلي ويظلم نهاري ..

العراك والمعاركة : القتال ، وأصلهما من العرك وهو الدلك ، لحفاظ : المحافظة

على من تجب المحافظة عليه من حماية الحوزة والذب عن لحريم ودفع الذم

على الأحساب يقول : ورب يوم حبست نفسي عن القتال والفزعات وتهدد

الاقران محافظة على حسبي ..

الموطن : الموضع ، الردى الهلاك ، والفعل ردي يردى ، والإرداء الاهلاك ،

الاعتراك والتعارك واحد ، الفرائص : جمع فريصة وهي لحمة عند مجمع الكنف

ترعد عن الفزع يقول : حبست نفسي في موضع من الحرب يخشى الكريم

هناك الهلاك ومتى تعترك الفرائص فيه أرعدت من فرط الفزع وهول المقام ..

ضبحت الشيء: قربته من النار حتى أثرت فيه ، أضبحة ضبحا ، الحوار

والمحاورة : مراجعة الحديث ، وأصله من قولهم . حار يحور إذا رجع ومنه

قول لبيد : وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رمادا بعد إذ هو ساطع نظرت :

أي انتظرت ، والنظر الانتظار ، ومنه قوله تعالى: " انظرونا نقتبس من نوركم "،

استودعته وأودعته واحد ، المجمد : الذي لا يفوز وأصله من الجمود يقول :

ورب قدح أصفر قد قرب من النار حتى أثرت فيه ، وإنما فعل ذلك ليصلب ويصفر

، انتظرت مراجعته أي انتظرت فوزه أو خيبته ونحن مجتمعون على النار له ،

وأودعت القدح كف رجل معروف بالخيبة وقلة الفوز ، يفتخر بالميسر ، وإنما

افتخرت العرب به لانه لا يركن اليه إلا سمح جواد ، ثم كمل المفخرة بإيداع

قدحه كف مجمد قليل الفوز ..

يقول : ستطلعك الايام على ماتغفل عنه وسينقل اليك الاخبار من لم تزوده

باع . قد يكون بمعنى اشترى ، وهو في البيت بهذا المعنى ، البتات : كساء

المسافر وأداته . ولم تضرب له أي لم تبين له ، كقوله تعالى "ضرب الله مثلا"

أي بين وأوضح يقول : سينقل اليك الاخبار من لم تشتر له متاع المسافر

ولم تبين له وقتا الاخبار اليك ..

تـمـت
-----------------------------------------------------------------------
الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا

شرح معلقة طرفه ابن العبد : 8


  شرح معلقة طرفه ابن العبد : 8



مضني الأمر وأمضني : بلغ من قلبي وأثر في نفسي تهييج الحزن والغضب

يقول : ظلم الأقارب أشد تأثيرا في تهييج نار الحزن والغضب من وقع السيف

القاطع المحدد أو المطبوع بالهند ، الحسام : فعال من الحسم وهو القطع ..

ضرغد : الجبل يقول : خل بيني وبين خلقي وكلني الى سجيتي فإني شاكر

لك وان بعدت غاية البعد حتى ينزل بيتي عند هذا الجبل الذي سمي بضرغد ،

وبينهم وبين ضرغد مسافة بعيدة وشقة شاقة وبينونة بليغة ..

هذان سيدان من سادات العرب مذكوران بوفور المال ونجابة الأولاد ، وشرف

النسب وعظم الحسب يقول : لو شاء الله بلغني منزلتهما وقدرهما ..

يقول : فصرت حينئذ صاحب مال كثير وزارني بنون موصوفون بالكرم والسؤدد

لرجل مسود يعني به نفسه ، والتسويد مصدر سودته فساد يقول : لو بلغني

الله منزلتهما لصرت وافر المال ، كريم العقب ، وهو الولد ..

الضرب : الرجل الخفيف اللحم يقول: أنا الضرب الذي عرفتموه ، والعرب تتمدح

بخفة اللحم لأن كثرته داعية إلى الكسل والثقل وهما يمنعان من الاسراع في

دفع الملمات وكشف المهمات ، ثم قال : وانا دخال في الأمور بخفة وسرعة

. شبه الشاعر تيقظة وذكاءه ذهنه بسرعة حركة رأس الحية وشدة توقده..

لا ينفك : لايزال ، وما انفك مازال ، البطانة: نقيض الظهارة ، العضب السيف

القاطع ، شفرتا السيف : حداه ، والجمع الشفرات والشفار يقول : ولقد حلفت

أن لايزال كشحي لسيف قاطع رقيق الحدين طبعته الهند بمنزلة البطانة للظهارة ..

الانتصار : الانتقام ، المعضد : سيف يقطع به الشجر ، العضد قطع الشجر والفعل

عضد يعضد يقول : لايزال كشحي بطانة لسيف قاطع اذا ما قمت منتقما به من

الأعداء كفت الضربة الأولى به الضربة الثانية فيغني البدء عن العود ، وليس سيفا

يقطع به الشجر ، نفى ذلك لأنه من أردا السيوف ..

أخي يقة : يوثق به ، أي صاحب ثقة ، الثني : الصرف ، والفعل ثنى ينثني والانثناء

الانصراف ، الضريبة ما يضرب بالسيف ، والرمية : ما يرمى بالسهم ، الجمع

الضرائب والرمايا ، مهلا : أي كف ، قدي وقدني : أي حسبي ، وقد جمعهما

الراجز في قوله : قدني من نصر الحبيبين قدي يقول : هذا السيف سيف يوثق

بمضائه كالأخ الذي يوثق بإخائه لا ينصرف عن ضريبة أي لا ينبو عما ضرب به ،

إذا قيل لصاحبه كف عن ضرب عدوك قال مانع السيف وهو صاحبه : حسبي

فإني قد بلغت ما أردت من قتل عدوي ، يريد أنه ماض لا ينبو عن الضرائب

فاذا ضرب به صاحبه أغنته الضربة الأولى عن غيرها ..

ابتدر القوم السلاح: استبقوه ، المنيع : الذي لايقهر ولا يغلب ، بل بالشيء يبل

به بلا إذا ظفر به . يقول : إذا استبق القوم اسلحتهم وجدتني منيعا لا أقهر

ولا أغلب اذا ظفرت يدي بقائم هذا السيف..

البرك : الإبل الكثيرة الباركة ، الهجود : جمع هاجد وهو النائم ، رقد هجد يهجد

هجودا ، مخافتي : مصدر مضاف إلى المفعول ، بواديها : أوائلها وسوابقها

يقول : ورب إبل كثيرة باركة قد أثارتها عن مباركها مخافتها إياي في حال

مشيي مع سيف قاطع مسلول من غمده ، يريد أنه أراد أن ينحر بعيرا منها

فنفرت منه لتعودها ذلك منه..

الكهاة والجلالة : الناقة الضخمة السمينة ، الخيف : جلد الضرع وجمعه أخياف ،

العقيلة : كريمة المال والنساء ، والجمع العقائل ، الوبيل : العصا الضخمة ،

اليلندد والألندد والألد : الشديد الخصومة ، وقد لد الرجل يلد لددا صار شديد

الخصومة ، وقد لددته ألده لدا غلبته بالخصومة يقول : فمرت بي في حال إثارة

مخافتي إياها ناقة ضخمة لها جلد الضرع ، وهي كريمة مال شيخ قد يبس جلده

ونحل جسمه من الكبر حتى صار كالعصا الضخمة يبسا ونحولا وهو شديد

الخصومة ، قيل : أراد به أباه ، يريد أنه نحر كرائم مال أبيه لندمائه ، قيل :

بل أراد غيره ممن يغير هو على ماله ، والقول الأول أحراهما بالصواب..

تر : أي سقط ، المؤيد : الداهية العظيمة الشديدة يقول : قال هذا الشيخ في

حال عقري هذه الناقة الكريمة وسقوط وظيفها وساقها عند ضريبي إياها

بالسيف : ألم تر أنك أتيت بداهية شديدة بعقرك مثل هذه الناقة الكريمة النجيبة..

يقول : قال هذا الشيخ للحاضرين : أي شيء ترون أن يفعل لشارب خمر اشتد

بغيه علينا عن تعمد وقصد ؟ يريد أنه استشار أصحابه في شأني وقال : لماذا

نحتال في دفع هذا الشارب الذي يشرب الخمر ويبغي علينا بعقر كرائم أموالنا

ونحرها متعمدا قاصدا ؟ والباء في قوله بشارب صلة محذوف تقديره أن يفعل

ونحوه ..


-----------------------------------------------------------------------

الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا

شرح معلقة طرفه ابن العبد : 7

 شرح معلقة طرفه ابن العبد : 7


الاعتيام : الاختيار ، العقائل : كرائم المال والنساء ، الواحدة عقيلة ، الفاحش :

البخيل يقول : أرى الموت يختار الكرام بالإفناء ، ويصطفي كريمة مال البخيل

المتشدد بالابقاء ، وقيل : بل معناه أن الموت يعم الأجواد والبخلاء فيصطفي

الكرام وكرائم اموال البخلاء ؛ يريد أنه لا تخلص منه لواحد من الصنفين ،

فلا يجدي البخل على صاحبه بخير فالجود أحرى لأنه أحمد ..

شبه البقاء بكنز ينقص كل ليلة ، وما لا يزال ينقص فان مآله إلى النفاد ،

فقال : وما تنقصه الأيام والدهر ينفد لا محالة . فكذلك العيش صائر إلى

النفاد والنفود الفناء ، والفعل نفد ينفد ، والانفاد الافناء ..

العمر والعمر بمعنى ولا يستعمل في القسم إلا بفتح العين قوله :

ما أخطأ الفتى ، فما مع الفعل هنا بمنزلة مصدر حل محل الزمان ، نحو

قولهم : آتيك خفوق النجم ومقدم الحاج أي وقت خفوق النجم ووقت مقدم

الحاج ، الطول : الحب الذي يطول للدابة فترعى فيه ، الارخاء : الارسال ،

الثني : الطرف ، والجمع الأثناء يقول : أقسم بحياتك أن الموت في مدة

إخطائه الفتى ، أي مجاوزته إياه ، بمنزلة حبل طول للدابة ترعى فيه وطرفاه

بيد صاحبه ، يريد أنه لا يتخلص منه كما أن الدابة لا تفلت ما دام صاحبها آخذا

بطرفي طولها . ولما جعل الموت قاد الفتى لهلاكه ومن كان في حبل الموت

انقاد لقوده..

النأي والبعد واحد فجمع بينهما للتأكيد وإثبات القافية ، كقول الشاعر : وهند

أتى من دونها النأي والبعد يقول : فما لى أراني وابن عمي متي تقربت منه

تباعد عني ؟ يستغرب هجرانه إياه مع تقربه هو منه ..

يلومني مالك وما أدري ما السبب الداعي الى لومه إياي كما لامني هذا الرجل

في القبيلة ، يريد أن لومه إياه ظلم صراح كما كان لوم إياه كذلك..

الرمس : القبر وأصله الدفن ، ألحدت الرجل : جعلت له لحدا يقول : فنطني مالك

من كل خير رجوته منه حتى كأنا وضعنا ذلك الطلب إلى قبر رجل مدفون في

اللحد ، يريد أنه أيأسه من كل خير طلبه كما أن الميت لا يرجى خيره..

النشدان : طلب المفقود ، الاغفال : الترك ، الحمولة : الابل التي تطيق أن

يحمل عليها ، معبد : أخوه ، يقول : يلومني على غير الشيء قلته وجناية

جنيتها ولكنني طلبت ابل أخي ولم أتركها فنقم ذلك مني وجعل يلومني ،

وقوله : غير انيي ، استثناء منقطع تقديره ولكنني ..

القربى : جمع قربة ، وقيل هو اسم من القرب والقرابة ، وهو أصح القولين

النكيثة : المبالغة في الجهد وأقصى الطاقة ، يقال : بلغت نكيثة البعير أقصى

ما يطيق من السير يقول: وقربت نفسي بالقرابة التى ضمن حبلها ونظمنا خيطها

، وأقسم بحظك وبخطتك أنه متى حدث له أمر يبلغ فيه غاية الطاقة ويبذل فيه

المجهود أحضره وأنصره ..

الجلى : تأنيث الاجل ، وهي الخطة العظيمة ، والجلاء بفتح الجيم والمد لغة فيها ،

الحماة : جمع الحامي من الحماية يقول : وان دعوتني للامر العظيم والخطب

الجسيم أكن من الذين يحمون حريمك ، وان يأت الاعداء لقتالك أجهد في دفعهم

عنك غاية الجهد ، والباء في قوله بالجهد زائدة ..

القذع : الفحش ، العرض : موضع المدح والذم من الانسان ، قاله ابن دريد ،

وقد يفسر بالحسب ، والعرض النفس ، ومنه قول حسان : فأن ابي ووالده

وعرضي لعرض محمد منكم وقاء أي نفسي فداء ، والعرض : العرق وموضع

العرق ، والجمع الاعراض في جميع الوجوه ، التهدد والتهديد : واحد ، القذف :

السب يقول : وان أساء الاعداء القول فيك وأفحشوا الكلام أوردتهم حياض

الموت قبل أن أهددهم ، يريد أنه يبيدهم قبل تهديدهم أي لا يشتغل بتهديدهم

بإهلاكهم ، ومن روى بشرب فهو النصيب من الماء ، والشرب ، بضم الشين

مصدر شرب ، يريد أسقهم شرب حياض الموت ، فالباء زائدة والمصدر بمعنى

المفعول والاضافة بتقدير من ..

يقول : أجفى وأهجر وأضام من غير حدث اساءة أحدثته ، ثم أهجى وأشكى

وأطردكما يهجى من احدث اساءة وجر جريرة وجنى جناية ويشكى ويطرد ،

والشكاية والشكوى والشكية والشكاة واحد والمطرد بمعنى الاطراد ، وأطردته

صيرته طريدا ..

يقول فلو كان ابن عمي غير مالك لفرج كربي ولأمهلني زمانا اذا ملأ صدره ،

والكربة اسم منه ، والجمع كرب ، الإنظار : الإمهال والنظرة اسم بمعنى الإنظار..

خنقت الرجل خنقا : عصرت حلقه ، التسآل : السؤال يقول : ولكن ابن عمي رجل

يضيق الامر علي حتى كأنه يأخذ علي متنفسي على حال شكري اياه وسؤالي

عوارفه وعفوه أو كنت في حال افتدائي نفسي منه . يقول هو لا يزال يضيق

الامر علي سواء شكرته على آلائه او سألته بره وعطفه او طلبت تخليص

نفسي منه ..

-----------------------------------------------------------------------
الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا

شرح معلقة طرفه ابن العبد : 6

شرح معلقة طرفه ابن العبد : 6 

التشراب : الشرب ، وتفعال من أوزان المصادر مثل التقتال بمعنى الفتل

والتنقاد بمعنى النقد ، الطريف والطارف : المال الحديث ، التليد والتلاد

والمتلد : المال القديم الموروث يقول : لم أزل أشرب الخمر وأشتغل باللذات

وبيع الاعلاق النفيسة وإتلافها حتى كأن هذه الأشياء لي بمنزلة المال

المستحدث والموروث ، يريد انه التزم القيام بهذه الأشياء لزوم غيره القيام

باقتنائه المال كإصلاحه ..

التحامي : التجنب والاعتزال ، البعير المعبد : المذلل المطلي بالقطران ،

والبعير يستلذ ذلك فيذل له يقول : فتجنبتني عشيرتي كما يتجنب البعير

المطلي بالقطران وأفردتني لما رأت أني لا أكف عن إتلاف المال والاشتغال

باللذات ..

الغبراء : صفة الأرض جعلت كالاسم لها ، الطراف : البيت من الأدم ، والجمع

الطروف وكنسى بتمديده عن عظمه يقول : لما أفردتني العشيرة ، رأيت

الفقراء الذين لصقوا بالأرض من شدة الفقر لا ينكرونني لاستطابتهم صحبتي

ومنادمتي يقول : إن هجرتني الاقارب وصلتني الأباعد ، وهم الفقراء والاغنياء ،

فهؤلاء لطلب المعروف وهؤلاء لطلب العلم..

الوعى أصله الابطال في الحرب ثم جعل اسما للحرب ، الخلود : البقاء والفعل

يخلد ، والإخلاد والتخليد والإبقاء يقول : ألا أيها الانسان الذي يلومني على

حضور الحرب وحضور اللذات هل تخلدني إن كففت عنها؟ اسطاع يسطيع :

لغة في استطاع يقول : فإن كنت لا تسطيع أن تدفع موتي عني فدعني

أبادر الموت بإنفاق أملاكي ، يريد أن الموت لابد منه فلا معنى للبخل بالمال

وترك اللذات ..

الجد : الحظ والبخت ، والجمع الجدود ، وقد جد الرجل يجد جدا فهو جديد ،

وجد يجد جدا فهو مجدود إذا كان ذا جد ، وقد أجده الله إجدادا جعله ذا جد ،

وقوله وجدك قسم ، الحفل : المبالاة ، العود : جمع عائد من العيادة يقول :

فلولا حبي ثلاث خصال هن من لذة الفتى الكريم لم أبال متى أقام عودي

من عندي آيسين من حياتي أي لم أبال متى مت..

يقول : إحدى تلك الخلال أني أسبق العواذل بشربة من الخمر كميت اللون

متى صب الماء عليها أزبدت ، يريد أنه يباكر شرب الخمر قبل انتباه العواذل..

الكر : العطف ، والكرور : الانعطاف ، المضاف : الخائف والمذعور ، والمضاف

الملجأ ، المحنب الذي في يده انحناء ، السيد : الذئب ، والجمع السيدان ،

الغضا : شجر يقول : والخصلة الثانية عطفي إذا ناداني اللاجئ إلي والخائف

عدوه مستغيثا إياي فرسا في يده إنحناء يسرع في عدوه إسراع ذئب يسكن

فيما بين الغضا إذا نبهته وهو يريد الماء ، جعل الخصلة الثانية إغاثته المستغيث

وإعانته اللاجئ إليه ، فقال : أعطف في إغاثته فرسي بذئب اجتمع له ثلاث خلال :

إحداها كونه فيما بين الغضا ، وذئب الغضا أخبث الذئاب ، والثانية إثارة الإنسان

إياه ، والثالثة وروده الماء ، وهما يزيدان في شدة العدو ..

قصرت الشيء : جعلته قصيرا ، الدجن : إلباس الغيم آفاق السماء . البهكنة :

المرأة الحسنة الخلق السمينة الناعمة ، المعمد : المرفوع بالعمد يقول :

والخصلة الثالثة أني أقصر يوم الغيم بالتمتع بامرأة ناعمة حسنة الخلق تحت

بيت مرفوع بالعمد ، جعل الخصلة الثالثة استمتاعه بجبائبه ، وشرط تقصير

اليوم لأن أوقات اللهو والطرب أفضل الأوقات ، ومنه قول الشاعر : شهور

ينقضين وما شعرنا بأنصاف لهن ولا سرار وقوله : والدجن معجب أي يعجب الانسان..

البرة : حلقة من صفر أو شبه أو غيرهما تجعل في أنف الناقة ، والجمع البري

والبرات والبرون في الرفع والبرين في النصب والجر ، استعارها للاسورة

والخلاخيل ، الدملج والدملوج : المعضد ، والجمع الدمالج والدماليج ، العشر

والخروع : ضربان من الشجر ، التخضيد : التشذيب من الأغصان والأوراق ،

والعشر وصف البهكنة يقول : كأن خلاخيلها وأسورتها ومعاضدها معلقة على

أحد هذين الضربين من الشجر ، وجعله غير مخضد ليكون أغلظ ؛ شبه ساعديها

وساقيها بأحد الشجرين في الامتلاء والنعومة والضخامة ..

يقول : أنا كريم يروي نفسه أيام حياته بالخمر ، ستعلم إن متنا غدا أينا العطشان

، يريد أن يموت ريان وعاذله يموت عطشان ..

النحام الحريص على الجمع والمنع ، الغوي : الغاوي الضال ، والغي والغواية

الضلالة ، وقد غوى يغوى يقول : لا فرق بين البخيل والجواد بعد الوفاة فلم

أبخل بأعلاقي ، فقال : أرى قبر البخيل والحريص بماله كقبر الضال في بطالته

المفسد بماله ..


الجثوة : الكرومة من التراب وغيره ، والجمع الجثى ، التنضيد : مبالغة النضد

يقول : أى قبري البخيل والجواد كومتين من التراب عليهما حجارة عراض صلاب

فيما بين قبور عليها حجارة عراض قد نضدت
-----------------------------------------------------------------------
الحقوق محفوظه لمدونة اشعار عربيه و قصائد و معلقات
نرحب بزيارتكم لنا